عددت دراسة بحثية أعدتها أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية، أسباب تحول ليبيا إلى مقبرة لتنظيم "داعش" الإرهابي، كما أنه في حال استحواذه على منشآت نفطية، فإن الجزائر ومصر لا تسمحان بالتعاون معه، كما لقي "داعش سورياوالعراق" ذلك مع تركيا، من خلال تهريب النفط. حسب الورقة البحثية الصادرة عن أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية، أن التنظيم الإرهابي "داعش" لا يمتلك أي مقومات للنجاح في ليبيا، وفقا لآراء خبراء ومحللين في مركز مكافحة الإرهاب، التابع للأكاديمية، وقالت إن العديد من المشكلات التي تواجه "داعش" الإرهابي حاليا في ليبيا، لن تسمح له أبدا بإقامة خلافة أو دولة وفق ما يدعيه، ولا يستطيع حتى أن يقيم مناطق نفوذ قوية آمنة ومحصنة، مثلما هو الحال في سورياوالعراق، مشيرة إلى أن أهم تلك المشكلات هي الفقر المالي، إذ يعاني التنظيم الإرهابي في ليبيا فقرا ماليا حادا، ولا يمكنه توفير أموال ومصادر دخل مثلما كان الحال في سورياوالعراق، فالثروات النفطية في ليبيا مؤمنة بشكل جيد، وحتى لو سيطر عليها فلن يستطيع تهريبها وبيعها في الخارج، لأنه لن يجد تركيا التي تشتري منه النفط الذي كان يسرقه من سورياوالعراق. وحسب المصدر لن تقبل دول الجوار، سواء الجزائر أو مصر، التعامل مع تنظيم "داعش" الإرهابي، ولن يمكنه نقل النفط عبر الصحراء الواسعة أو عبر البحر، بالإضافة إلى أن ليبيا لا تمتلك آثارا أو نساء يمكن للتنظيم المتاجرة بهما، مثلما باع آثار العراقوسوريا، وكان يتاجر في النساء السورياتوالعراقيات. أما ثاني مشكلة فهي الصحاري الليبية، فمعلوم أن ليبيا دولة صحراوية في المقام الأول، والمساحة العمرانية فيها قليلة، كما لا توجد بها جبال أو هضاب، مما يجعلها أرضا مكشوفة، حيث لا توجد بها مدن كثيرة، أو مبان كثيفة يمكن الاختباء فيها، الأمر الذي سيسهل مراقبة التنظيم الإرهابي، وضربه وتدمير معسكراته ومخازنه وقواته، إذا ما تحركت بين المدن، بعكس سورياوالعراق، اللتين تتميزان بانتشار المدن والتضاريس التي سمحت للتنظيم بالتنقل بحرية، والاختفاء والتمويه وإقامة الأنفاق. ورغم إعلان التنظيم الإرهابي إنشاء ثلاث ولايات في ليبيا، فإن أراضي تلك المناطق ليست تحت قبضته فعليا، إذ يشير التقرير إلى أن التنظيم يتمتع بسيطرة فعلية على المناطق المحيطة بمدينة سرت الساحلية، لكنه عندما حاول التوسع خارج نطاق سرت إلى الغرب والشرق منها، اتجه إلى مدن تسيطر عليها ميليشيات تصدت لمقاتليه، مثل مدينة أبو قريان في الغرب، وأجدابيا في الشرق. (الفجر الجزائرية)