وجه تنظيم "داعش" الإرهابي، أنظاره في الفترة الأخيرة إلى ليبيا، واعتبرها مركزه الوحيد القادر من خلاله إشعال الفوضى في شمال إفريقيا في مصر وتونس والجزائر، وتهريب السلاح والأموال عبر ساحل البحر المتوسط الذي يسعى للسيطرة عليه. وأعلن تنظيم "داعش" سيطرته على المحطة البخارية التي يتخذها مجموعة "فجر ليبيا" مقراً لهم غرب مدينة سرت، مؤكدا أن مدينة سرت الليبية أصبحت بالكامل تحت سيطرته. وهدد تنظيم "داعش " آلاف السكان بتنفيذ إعدامات واسعة إذا لم يتوبوا ويتراجعوا عن ما يراه التنظيم "كفراً"، بحسب ما أفاد سكان المدينة . وقام عناصر التنظيم في وقت سابق باقتحام منزل محام وسط سرت، قبل اتخاذه مقرًا لإقامة أحد عناصر التنظيم، فيما أشار شهود عيان أن المنزل خالٍ من العائلة منذ شهرين تقريبًا؛ بسبب تردي الأوضاع الأمنيَّة بالمدينة عقب سيطرة التنظيم على المشهد العام. وكشف التنظيم خلال اليومين الماضيين عن وجود عدد من قياداته في ليبيا ممن تولوا زمام التنظيم ورئاسته في سورياوالعراق، مشيرًا إلى أنهم سافروا منذ فترة إلى ليبيا لمساعدة من وصفهم ب"المجاهدين" لتنفيذ مخططهم عبر مدن ليبيا خاصة بعد سيطرته على "سرت" ومحاولات وضع يده على "مصراتة"، و"درنة" وقربه من "بيت المقدس" في مصر، الأمر الذي يتيح له جعل ليبيا المركز الجديد له، خاصةً بعد الضربات الطاحنة التي تلقاها في سورياوالعراق. وطالب تنظيم "داعش" في ليبيا أنصاره "أنصار بيت المقدس" بإرسال عدد من عناصر التنظيم الموجودين بمصر خاصة من الكوادر الطبية التابعة للتنظيم الإرهابي، وخاطب أبو محمود بن يوسف، أحد عناصر تنظيم "داعش" عناصر تنظيم "بيت المقدس" على أحد المواقع الجهادية التابعة للتنظيم الإرهابي قائلًا لهم "ليبيا تحتاج إليكم كما قلت من قبل يا مسلمين اذهبوا إلى ليبيا". واعتبر القيادي ب"داعش"، أن ليبيا هي مفتاح مصر لإفريقيا ومفتاح أوروبا، مطالبًا عناصر التنظيم الإرهابي من الكوادر الطبية بمصر بالتوجه فورًا إلى ليبيا لنجدة ما وصفهم بإخوانهم المجاهدين من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي. كما بث المكتب الإعلامي لتنظيم "داعش" الإرهابي ببرقة تسجيلًا مرئيًا بعنوان "رسالة إلى الكوادر الطبية"، طالب فيها الكوادر الطبية بمصر إلى الانضمام لداعش قائلًا: "المجاهدون بحاجة لكم ولا حجة لكم عن تقاعسكم في تلبية نداء الجهاد". في الوقت الذي توافد فيه قيادات التنظيم الإرهابي إلى ليبيا بعد تصفية عدد كبير من القيادات السابقة هناك لقيادة العمليات في مصر وتونس والجزائر وتوجيه المقاتلين، لإقامة ولايات جديدة في مصر وأجدابيا بليبيا وتونس، أكدت مصادر جهادية أن التنظيم الإرهابي بليبيا نجح في تهريب قيادات وعناصر جديدة إلى ليبيا عبر الأراضي السودانية، والتونسية وعبر البحر من تركيا، خلال الثلاث أشهر الماضية، حيث كانت أول قياداته التي وصلت إلى ليبيا-صاحب الألقاب المتعددة- تركي البنعلي أبرزها "أبوسفيان السلمي، وأبو ضرغام وأبو همام الأثري"، ويعد من أبرز قيادات التنظيم الدعوية في سوريا، ومن أبرز تلاميذ سلمان العودة الداعية السعودي. وأشارت المصادر الجهادية أن سفر البنعلي إلى ليبيا لخلق توأمة بين مبايعي "داعش" والجماعات المتشددة الأخرى، خصوصًا أتباع القاعدة، بعد فشل القيادات السابقة في إقناع الآخرين بمبايعة البغدادي. وكشفت مصادر مقربة من "مجلس شورى درنة"، الأقرب إلى القاعدة، وعناصر في "أنصار الشريعة"، الذي بايع عدد كبير منه "داعش"، داخل مدينة "سرت"، أن التنظيم كلف بعض المقاتلين التابعين له من الأجانب لجني الأموال وجمعها من المواطنين بالمدينة الواقعة تحت سيطرتهم منذ ستة أشهر تقريبًّا. وقالت المصادر "إن خمسة مقاتلين ل "داعش" من العراقوسوريا بقيادة حداد بشار الأنصاري، وصلوا إلى المدينة قبل أسبوعين لسحب كميات كبيرة من الذهب والدولار الأمريكي والجنيه المصري المخزنة لدى قيادات التنظيم بسرت والتي استولوا عليها في الشهور الماضية وتم تحويل المبلغ إلى حسابات التنظيم غير المعلنة في تركيا وبعض بلدان المنطقة، بحيث يتم الذهب والأموال عبر أعضاء لهم في مصر والسودان وتونس وتشاد". ومع احتدام الصراعات التي تشهدها ليبيا، في ظل توغل العناصر المسلحة على أراضيها، تثير المخاوف من التحالفات المسلحة، ما بين التنظيمات بعضها لبعض، والذي كان آخرها تبادل أسرى من التنظيم الإرهابي "داعش" مع مجموعة "فجر ليبيا"؛ حيث أكد متابعون أن تنظيم داعش الفرع الليبي قام بعملية تبادل للأسرى مع مجموعة فجر ليبيا المسلحة في مدينة سرت شرق العاصمة طرابلس؛ حيث إن عمية التبادل تضمنت إطلاق سراح 5 سائقين لنقل الوقود ينتمون لمصراتة وأيضاً تسليم جثامين 3 من قوات المجلس العسكري لمصراتة. وأضاف المصدر أن نفس الطرف سلم "داعش" في مدينة سرت، 10 من أسرى التنظيم المحتجزين لديه. ويشار إلى أن "فجر ليبيا" المرتبطة بحكومة طرابلس، دخلت في صدام مع تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تمدد على أكثر من جبهة في الأراضي الليبية، وتشير كافة المعطيات إلى أن التنظيم الإرهابي بدأ في الدخول إلى معارك واسعة، بعد سيطرته على سرت أوائل جوان الماضي بعد اشتباكات مع قوات فجر ليبيا، إلا أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من طبرق مقرًا لها اتهمت قوات فجر ليبيا بالتواطؤ مع "داعش" لسيطرة التنظيم المتطرف على المدينة. ويتخوف الليبيون من عودة العلاقات بين مجموعة فجر ليبيا والتنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث يرى محللون أن ما حدث من تبادل الأسرى يؤشر بشيء خطير في المرحلة المقبلة في عودة العلاقات بين الطرفين وتحالفهما، ما يصعد الأزمة في البلاد يومًا بعد الآخر. (بوابة افريقيا)