قال مصدر عسكري سوري اليوم الثلاثاء إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع أحياء مدينة حلب التي انسحب منها مقاتلو المعارضة. وانهارت دفاعات المعارضة يوم الاثنين مما أدى لتقدم واسع للجيش في أكثر من نصف الجيب المتبقي تحت سيطرة المعارضة في حلب وأجبر مقاتلي المعارضة إلى التقهقر إلى بضعة أحياء على الضفة الغربية من نهر حلب. والسيطرة الكاملة على الجيب المتبقي للمعارضة سيكون أكبر انتصار عسكري للرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه روسياوإيران ومقاتلون شيعة. يأتي ذلك فيما قال مسؤول تركي كبير لرويترز إن مسؤولين من تركياوروسيا سيعقدون اجتماعا غدا الأربعاء في تركيا لتقييم الوضع في حلب السورية وذلك بعد أن سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بالكامل على أحياء انسحب منها مقاتلو المعارضة. وقال المسؤول اليوم الثلاثاء إن الاجتماع سيبحث في احتمال فتح ممر لخروج المقاتلين والمدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف أن تركيا تواصل جهودها مع الولاياتالمتحدة وكذلك مع إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية للعمل على إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب. من جهتها دعت فرنسا اليوم الثلاثاء الأممالمتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع" تقع في المدينة السورية. ومع تزايد التقارير التي لم يتسن التحقق منها عن قيام قوات تدعمها الحكومة السورية بأعمال وحشية ضد أعداد كبيرة من المدنيين منهم نساء وأطفال قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وقال أيرو "مساندو النظام بدءا من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين." وتابع "أدعو الأممالمتحدة أن تستخدم دون إبطاء كل الآليات من أجل الوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب حتى لا يترك المجتمع الدولي هذه الجرائم تمر دون عقاب." وبالنسبة لقوات المعارضة سيمثل سيطرة الجيش على حلب خسارة فادحة وسيحرمها من أي وجود كبير في أي مدينة سورية رئيسية. وما زالت المعارضة تسيطر على معظم ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب الواقعة أيضا شمال غرب البلاد. وقالت مراسلة رويترز في المدينة إنه بعد أيام من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة انخفضت وتيرة القصف والضربات الجوية بشكل واضح في وقت متأخر يوم الاثنين وطوال الليل. وقال المصدر العسكري "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تستعيد السيطرة بالكامل على المدينة القديمة وباب أنطاكية والكلاسة والفردوس وبستان القصر وتلاحق فلول الإرهابيين الهاربين أمام ضربات وحداتنا وهم في حالة من الذعر والهلع." لكن مسؤولا في الجبهة الشامية وهي إحدى جماعات المعارضة الموجودة في حلب قال من تركيا في وقت متأخر يوم الاثنين إن المقاتلين فتحوا جبهة جديدة للقتال على طول نهر حلب. واستمرت الاحتفالات في الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة طول ليلة يوم الاثنين وقالت مراسلة رويترز إن الرصاص كان "كالمطر" حيث أطلق المقاتلون طلقات نارية في الهواء للاحتفال. ومع تغير خطوط القتال بسرعة يوم الاثنين فر الألوف من السكان من القتال وحملوا كل ما يمكن من متعلقاتهم ودفع بعضهم أقاربهم على مقاعد متحركة قبل أن تبدأ عاصفة ممطرة شديدة في المساء. وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أرسل بالبريد الالكتروني في وقت مبكر يوم الاثنين جميع الأطراف بالحفاظ على حياة المدنيين. وقال متحدث يوم الاثنين إن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن قلقه بشأن تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب أعمال وحشية مع تقدم الجيش. وقال بيان الصليب الأحمر "مع وصول القتال لمستويات جديدة وسقوط المنطقة في حالة فوضى لا يجد الآلاف ممن لا يشاركون في أعمال العنف مكانا آمنا بمعنى الكلمة." وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم" المعارضة التي تقاتل في حلب والموجود في تركيا في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إنه ليست هناك اتصالات دولية بشأن اقتراح إنقاذ المدينة بالسماح للمقاتلين بالانسحاب. (وكالات)