ردت الجزائر بقوة وبانزعاج شديدين على تحذيرات الولاياتالمتحدة من السفر الى الجزائر بسبب استمرار التهديد الإرهابي. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، ان التحيين الدوري لوثيقة "التحذير الأمريكي من السفر" الموجه للمواطنين الأمريكيين المدعوين للسفر إلى الجزائر الذي نشر في 13 ديسمبر على الموقع الرسمي لكتابة الدولة الأمريكية، "يجسد كالعادة نظر معديه إلى الوضع بالجزائر بنظرة مشوهة وبالية، لا تعكس حقيقة الوضع الأمني بالجزائر". وأوضحت الخارجية الجزائرية أن أمن الجزائر مستتب بصفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر للتخلص من الإرهاب، وكذلك بفضل التجند واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن على كامل التراب الوطني، مشيرة إلى أن الجزائر التي قدمت تضحيات جسام في مجال مكافحة الإرهاب، هي حريصة على أعلى مستوى على تقديس الروح البشرية. وأضاف المصدر ان الجزائر تقوم لصالحها ولصالح الغير بعمليات دائمة للوقاية والقضاء على التطرف العنيف ضمن مقاربة متناسقة للتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، وتابع انه من هذا المنطلق تبقى جميع الرسائل الأحادية الجانب التي تسعى بدون جدوى إلى ضمان حماية انتقائية وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة الإرهاب ذات مفعول عكسي ولا أساس لها، في رسالة واضحة الى الولاياتالمتحدةالامريكية برفض الجزائر كل محاولات الترويج "الكاذب" للإرهاب على اراضيها. وفي ذات السياق، أوضح نائب وزير الدفاع الجزائري قائد اركان الجيش، الفريق احمد قايد صالح، بمناسبة انعقاد اجتماع "5+5 دفاع"، أنه من البديهي أن تحرص الجزائر المتعلقة بشدة بهذه المبادرة وبمبادئها المؤسسة على الالتزام بآلياتها، التي تستوجب منا الرد المشترك والملموس على كافة التهديدات التي تتربص بمنطقتنا، مشيرا إلى الحالة الأمنية في المنطقة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في كافة تجلياتها والهجرة غير الشرعية، وشدد ان الجزائر جاهزة لجعل من المنطقة فضاء للسلم والاستقرار. وأضاف الفريق ان السياق الإقليمي والدولي عرف في هذه السنوات الأخيرة تحولات جيوسياسية جد معقدة، نجمت عنها أخطار جديدة واختلالات في محيطنا الجغرافي، والتي تستدعي منا، القيام بتشاور وثيق وتعاون أكثر كثافة بين مختلف الشركاء الإقليميين، مدكرا بالاستراتيجية التي تبنتها الجزائر في مكافحة آفة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان. وذكر أنه كان من الأهمية بمكان التغلب عسكريا على هذه الآفة وتقزيمها إلى مستوى الإضرار في حدوده الدنيا، بعد ذلك، اتخذت تدابير سياسية شجاعة قررها رئيس الجمهورية، فتحت من خلالها أبواب التوبة بفضل القانون المتعلق بالوئام المدني، المتبوع بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، والذي زكاه الشعب الجزائري سنة 2005 بالأغلبية الساحقة. الجزائر- كمال موساوي جريدة الصباح بتاريخ 16 ديسمبر 2016