علمت "الصباح" من مصادر جزائرية رفيعة أن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تقدمت بطلب إلى الجزائر يتمحور حول المشاركة في إنشاء قوات مشتركة لمواجهة الارهاب وشبكات تهريب البشر على مستوى البحر الأبيض المتوسط وأيضا على الحدود البرية، وقال انه تمت مناقشة الأمر أمس خلال اجتماع مجموعة 5+5. وأوضح المصدر الجزائري أن المقترح الذي تقدمت به كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا يشمل أيضا تونس وليبيا ومصر، مشيرا الى أن الغرض من إنشاء قوات مشتركة هو الحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط ومحاربة التنظيمات الارهابية الناشطة في ليبيا. وتابع ان القوات المشتركة تهتم بحماية الحدود الليبية مع الجزائروتونس ومصر، مع منح القيادة في هذه المناطق للبلد المعني، ويكون ذلك داخل الاراضي الليبية في شكل قوات متقدمة استباقية، فيما تهتم القوات الفرنسية الايطالية الاسبانية بمراقبة المجال الجوي والبحري، بالإضافة إلى العمل ألاستخباراتي. وانطلقت أمس بالجزائر العاصمة أشغال الاجتماع الثامن لرؤساء أركان جيوش مبادرة "5+5 " بحضور ممثلي الدول العشر الأعضاء، وأكد اللواء طافر أحسن قائد القوات البرية الجزائرية - الذي ترأس الاجتماع ممثلا للفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الجزائري - في كلمته الافتتاحية باعتبار أن الجزائر تتولى الرئاسة الدورية، أن المبادرة 5+5 من أكثر التكتلات الجهوية نشاطا في مجال التعاون المتعدد الأطراف والتشاور حول المسائل الأمنية. وأضاف أنه "في هذا السياق الإقليمي الذي تطبعه كثافة عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة، الذي زادت حدته الأخطار الناجمة عن الهجرة غير الشرعية، نعتبر أنفسنا نحن الدول الأعضاء، الفاعلون الأساسيون لضمان أمننا، وهذا بفضل قدرتنا على الالتقاء في حوار منتظم وتعاون أمني ذو قيمة مضافة". وأبرز المسؤول العسكري حرص القيادة العليا للجيش الجزائري على "إنجاح هذا الاجتماع وحرصها على دعم التعاون بين القوات المسلحة لبلداننا، بما يعود بالسلم والأمن على المنطقة"، معربا عن أمله في "التمكن من الاستجابة لانشغالاتنا المشتركة ورفع التحديات لبسط السلم والاستقرار في ربوع إقليمنا الجغرافي". وفي ذات السياق، عبر رؤساء أركان جيوش البلدان الأعضاء عن رغبة بلدانهم في دعم النشاط الذي تشهده منظومة التعاون هذه لمجابهة مختلف التهديدات السائدة في المنطقة، واقترحوا إدراج محاور جديدة ذات أهمية ضمن نشاطات التعاون لمبادرة"5+5 دفاع"، تتمثل في مكافحة الجريمة الإلكترونية والتغيرات المناخية وأثرها السلبي على الجانب الأمني إدراكا للتهديدات المحدثة بالمنطقة. كمال موساوي الجزائر/ جريدة الصباح بتاريخ 20 اكتوبر 2016