تحيي تونس اليوم ذكرى مرور ست سنوات على ثورة 17 ديسمبر 2010 - 14 جانفي 2011، ست سنوات مرت على ثورة الكرامة والحرية فماذا تعني هذه الذكرى خاصة بالنسبة لعائلات الشهداء وجرحى الثورة؟ اعتبر جريح الثورة مسلم قصد الله في تصريح ل"الصباح نيوز" أنه لم يتغير شيء بالنسبة لعائلات الشهداء والجرحى فكل التضحيات التي قاموا بها ذهبت سدى ولم تتحق المطالب التي اندلعت من أجلها الثورة فالجرحى وفق تصريحه لا يزالون يعانون الى يومنا هذا معاناة صحية ومعنوية مضيفا أنهم لم يتمتعوا كجرحى بحقوقهم المادية ولم يرد اليهم اعتبارهم، فمنذ 2011 الى يومنا هذا لم يتحقق شيء بالنسبة اليهم وتجاهلتهم السلطة ولم تتكفل الدولة بعلاجهم. ويضيف محدثنا أنه رغم تلك المعاناة فإنه يشعر بالفخر ،متهما الدولة بتجاهل الجرحى مشيرا أن ذلك لن يزيدهم الا اصرارا على المضي قدما وعدم اليأس. أما الجريح خالد بن نجمة فقد عبر عن شعوره بالإكتئاب لأنه لم يتحقق شيء وفق تصريحه من مطالب الثورة مضيفا أنه لم يتم تمكينه كجريح من التعويضات المادية رغم أنه رفع قضية لدى المحكمة الإدارية والتي لم يتم البت فيها الى الآن. وقال علي المكي الناشط في ملف شهداء وجرحى الثورة أنه رغم جراح عائلات الشهداء والجرحى فقد اتصل بهم وهنأهم بذكرى الثورة. وعبر لنا قائلا أنه غير نادم عما قدمه عائلات الشهداء والجرحى من تضحيات في المقابل قال أنه يشعر بالخجل تجاه الجرحى لأنه بعد ست سنوات مازلنا وفق تصريحه نتحدث عن آلام الجرحى ومعاناتهم في حين أنه كان من المفروض التكلم عن رد اعتبارهم لا عن جراحهم وآلامهم، وكان من المفروض أيضا حسب رأيه أن نتحدث عن تكريمهم ولكن نجد أنفسنا اليوم نتحدث مرة أخرى وفي ذكرى ثورة الكرامة عن آلام عائلات الشهداء والجرحى. وتحدث علي المكي عن معاناة بعض الجرحى خاصة الذين يعانون أوضاعا صحية سيئة للغاية على غرار خالد بن نجمة الذي أصبح مقعدا وفق تصريحه ولا ينام الا بواسطة المهدئات. مضيفا أن الدولة رغم أنها قدمت بعض الأشياء لعائلات الشهداء والجرحى على غرار تشغيل فرد من كل عائلة ولكن ذلك لم يأت الا بعد الضغط عليها بالإعتصامات والإحتجاجات. واعتبر أن ملف الشهداء والجرحى تم توظيفه سياسيا وتم تهميشه بضمه الى ملف العفو التشريعي العام. وقال علي المكي أيضا أنه وبعد انتخابات 2014 حصل نفس الشيء وضم الملف الى ضحايا الإرهاب هذا بالإضافة الى أن بعض ملفات الشهداء والجرحى سجلت ضد مجهولين وتم توجيهها الى المحاكم الإدارية والى حد الآن لم يتم البت فيها وضاعت الحقوق المادية والمعنوية للجرحى. يضيف أنه رغم مرور ست سنوات الا أن جرحى الثورة لم يتمتعوا بالرعاية الصحية اللازمة في تجاهل تام من الدولة التي لم تقم بواجبها تجاههم ولم تصدر القائمة الرسمية للشهداء والجرحى.