كانت الشهادة الخامسة والأخيرة في الجلسة العلنية الثالثة لهيئة الحقيقة والكرامة لضحايا انتهاكات الماضي لجمال ساسي شقيق القيادي ومؤسس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الفاضل ساسي شهيد أحداث الخبز 3 جانفي 1984 برصاصة غادرة. يقول جمال ساسي شقيق الفاضل ساسي أن شقيقه يعمل استاذ تعليم ثانوي وكان ناشط سياسي ونقابي وطلابي، وأنه اغتيل في ذلك التاريخ اثر مشاركته وبعض المناضلين الآخرين مظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة وهي مظاهرات تعرف بانتفاضة الخبز. يقول أيضا أن شقيقه كان قياديا في الإتحاد العام لطلبة تونس وكان يكتب أشعارا وأنه تمت مصادرة ديوان له ولم يفرج عنه الا بعد الثورة مضيفا أنهم كانوا سبعة أفراد في العائلة وكانت شقيقته سعيدة ساسي (معلمة) العائل الوحيد لهم. وتابع قائلا أنه يوم 3 جانفي 1984 شارك صحبة شقيقه في مسيرة كانت انطلقت من كلية الحقوق و العلوم السياسية ثم جابت بعض شوارع العاصمة احتجاجا على رفع الدعم عن المواد الغذائية وخاصة الزيادة في سعر الخبز وجوبهت تلك المسيرة بالغاز المسيل للدموع وطلق ناري تفرق اثره المتظاهرون فعاد هو الى المنزل وترك شقيقه الفاضل الذي لم يعد ليلتها الى المنزل وعلمت العائلة من الغد أنه توفي بعد اصابته برصاصة كانت قريبة من قلبه. مشيرا أنه علم أن شقيقه قبل وفاته ترك وصية لبقية رفاقه وهي أن لا يخافوا وأوصاهم بالحركة الطلابية. واعتبر جمال ساسي أن الرصاصة التي أطلقت على شقيقه والتي كانت قريبة من القلب دليل على أنه استهدف بالإغتيال. يضيف أنه يوم 7 جانفي 1984 يوم عيد ميلاده تسلمت عائلته جثة شقيقه الفاضل وكانت فرقة سلامة أمن الدولة ترافقهم أثناء تسلم الجثة وحتى أثناء عملية الدفن مشددا على أن عائلته تريد المحاسبة ومعرفة من أصدر الأوامر بقتل شقيقه الفاضل ساسي ومن نفذ عملية القتل ومن المسؤول عن ذلك ومحاسبتهم. واعتبر أننا بدون محاسبة لن نتقدم معبرا عن خوفه وخوف التونسيين من العودة الى المربع القديم في ظل عدم وجود محاسبة. وأكد جمال ساسي أن عائلته لا تريد تعويضات مادية بل تريد رد الإعتبار لشقيقه الفاضل وذلك بتسمية الشارع الذي اغتيل فيه (شارع باريس) باسمه.