إن قائمة الشهداء الأبرار تكبر وتطول وتسير حثيثا منذ عقود وعقود وكانت الريادة في ذلك لمحمد علي الحامي مؤسس »جامعة عموم العملة« سنة 1929، تم على منواله نسج الشهيد الخالد الذكر فرحات حشاد باني البناء الشامخ »الاتحاد العام التونسي للشغل« سنة 1946 أي منذ خمسة وستين عاما والذي اغتالته عصابة »اليد الحمراء« في 5 ديسمبر 1952 برادس وطبعا كان معها سماسرة خونة في تنفيذ هذه العملية القذرة! ومن رجالات بلادنا الوطنيين البررة في خضرائنا الحمراء بدماء الشهداء نجد ايضا الشهيد الاستاذ الفاضل: ا لفاضل ساسي وهو من مواليد 8 سبتمبر 1959 بحي شعبي من أحياء العاصمة ودراسته الابتدائية كانت بمدرسة »كتّاب الوزير« ثم الثانوية بالمعهد الصادقي بالعاصمة وكذلك الجامعية بكلية الآداب 9 افريل، ثم باشر التدريس كأستاذ لغة عربية بتبرسق، وينتمي الى عائلة من وسط شعبي وكان لوالده مسؤوليات نقابية بالاتحاد العام التونسي للشغل وعنه قال أبوه: »لقد تربّى الفاضل على التزام المبادئ التالية: الاخلاص الوفاء الشهامة وعزة النفس وحب وطنه العربي وذكّر أبوه بما خطّ الفاضل بيده بقوله: »أحبك يا شعبي!« دماؤك بدمي امتزجت! يوم السادس والعشرين سلبت! خرج العامل والفلاح! خرج مبارك ومصباح! يا شعبي أغثني... أغثني... أغثني! يد الجلاد تأخذني بريق السيف يداعبني لا تنْسني يا شعبي! عاهدني! بأنك ستقاوم... ولا تساوم! وفعلا يد الجلاد النظام الحاكم أخذته في حرب الخبز والحرية والكرامة الوطنية! وكان الجلد بالرصاص لما كان الفاضل مع أبناء الشعب المجوّعين الغاضبين وهم في قلب شوارع العاصمة وذلك كان يوم الثلاثاء 3 جانفي 1984 حوالي الثانية بعد منتصف النهار. وفعلا قاوم شعبه من بعده بقائمة جديدة وكبيرة من الشهداء الأفاضل يا فاضل بدءا من رجالات وشباب سيدي بوزيد البوعزيزي الى كامل تراب خضرائنا المجيدة الرائدة في النضال الوطني الديمقراطي من اجل الحرية والكرامة الوطنية ولسوف يبقى الفاضل وأمثاله نبراسا مضيئا يُستضاء به دوما في السبيل نحو شمس الحرية والكرامة الوطنية.