نشرت جريدة الاخبار اللبنانية مقالا جديدا لها يوم امس قدمت فيه رواية أخرى للمقاومة الفلسطينية حول اغتيال الشهيد محمد الزواري . وقد استندت الرواية الى فرضية الاختطاف أصلاً، والقتل بديلاً. وقالت الاخبار اللبنانية ان العدو الإسرائيلي لم يستقصد بعد اغتيال الشهيد القيادي في «كتائب عز الدين القسام»، والمسؤول عن «الوحدة الجوية» فيها، محمد الزواري (اسمه العسكري، مراد) في مدينة صفاقس ، ترك المسدسات وكواتم الصوت في السيارة التي استأجرها عملاؤه لتنفيذ العملية، كما حاول بعض المعلقين في القنوات العبرية تصوير ذلك. إذاً، لم يترك فريق الاغتيالات الخارجية في جهاز «الموساد» هذه الدلائل لإيصال رسالة إلى المعنيّين في المقاومة والقول إن يده هي العليا وإن بإمكانه الوصول إلى أي شخص. وفق المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن الشهيد بعد عودته من تركيا إلى تونس (كانت زيارته لتركيا للتمويه على تنقلاته، وخاصة أن إقامته الرئيسية كانت في لبنان وتضمنت لقاءات مع قادة في حزب الله)، التقى صحافية مجرية من أصول تونسية، يرافقها رجلان أجنبيان من «الموساد» ادعيا أنهما صحافيان أيضاً (من غير الواضح حتى الآن هل كانت تعرف الصحافية أنهما إسرائيليان أو أنها تعرضت لخديعة استخبارية)، وذلك للحديث معه عن عمله في مجال الطيران. وفي حديث إلى «الأخبار»، قالت زوجة الشهيد إنها وأمه أول من سمع إطلاق النار، مضيفة: «عند خروجنا، وجدت زوجي في السيارة مستشهداً». بعد هرب فريق التنفيذ، استبدل سيارته وصعد في سيارة الإسناد التي كانت تنتظرهم لتقلّهم إلى المطار. ترك المنفذون مسدساتهم وكواتم الصوت في السيارة خوفاً من حواجز التفتيش وإلقاء الشرطة القبض عليهم. ووفق المعلومات، سافر فريق الاغتيال مباشرة بعد تنفيذ العملية إلى دولة عربية، قبل وجهتهم النهائية. في تقدير المقاومة، كان فريق الاغتيال ينوي اختطاف الشهيد والتحقيق معه، ثم قتله خنقاً بالطريقة التي اغتيل فيها الشهيد القسامي محمد المبحوح في دبي عام 2010. وما زاد احتمالية هذه الفرضية هو العدد الكبير للسيارات المستأجرة ونوعية بعضها (استأجر الفريق شاحنة). في غزة، شاهدت قيادة المقاومة المعنية بالتحقيق في اغتيال الشهيد تقرير القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، الذي تم تصويره أمام منزل الزواري. تبين أن عدد الرصاصات التي اخترقت الجدار والمسافة الفارقة بينها توضح أن المهاجمين حاولوا اختطاف الزواري وأنه تعارك معهم، ما أجبرهم على اغتياله. في السياق نفسه، قال وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب، إن «بداية التخطيط لعملية اغتيال الزواري بدأت في حزيران الماضي». ووفق معلومات «الأخبار»، أنشأ «الموساد» شركة إنتاج وهمية في النمسا لإنتاج أفلام وثائقية، كما كشف المجدوب أن «الشركة وظفت الصحافية التي أجرت المقابلة والمتهمة بالمشاركة في تأمين المساعدة اللوجستية لمنفذي عملية الاغتيال في حزيران الماضي». وكان «الموساد» على ما يبدو قد أوهم الصحافية بأنها ستنتج أفلاماً وثائقية على أن تباع لقناة ماليزية. وفي وقت لاحق، أخبرتها الشركة نيتها إنتاج فيلم وثائقي عن علوم الطيران في تونس، مقترحة مقابلة الشهيد محمد الزواري بصفته رمزاً وطنياً في مجال الطيران. تزامن ذلك مع نشاط كان ينظمه «نادي الطيران»، الذي أسسه الشهيد، ويستعرض فيه بعض النماذج التي أنجزها الزواري، الذي كان قد أخبر صديقه كريم عبد السلام في وقت سابق عن بعض الشكوك والهواجس الأمنية لديه. في اتصال مع «الأخبار»، قال عبد السلام، إن الزواري أخبره أنه منذ ستة أشهر (تاريخ التخطيط للعملية) تواصل معه مركز دراسات نمسوي، وعرض عليه توقيع عقد شراكة لتطوير بعض التقنيات. وأضاف الزواري لصديقه أنه عندما حاول التواصل مع المركز «اختفت جميع أرقامه وهواتفه، ما أثار ريبته». (الاخبار اللبنانية )