34 مصابا و5 ضحايا بينهم رضيع، حصيلة الحادث المريع بين قطار وحافلة على مستوى تقاطع السكة بسيدي فتح الله بجبل جلود. ويطرح مثل هذا الحادث، وان كان قضاء وقدر، تساؤلات عن الجهة التي تتحمل المسؤولية خاصة وأن هاتين وسيلتي نقل عموميتين. وكما معلوم للجميع فإن القطار، وكما يقال «ما يظلمش»، كما أن الحادث جدّ في تقاطع السكة مع الطريق الوطنية 1، ويلاحظ الجميع أنّ في ذلك المكان الطريق لا يرثى لها لوجود أشغال به كما أنّ الحواجز معطلة منذ فترة ولا وجود لها تقريبا. وانقسام الحافلة إلى جزأين (كما هو موجود في الصور) يطرح فرضية عبور الحافلة لتقاطع السكة رغم أن القطار كان على مقربة منها، وهو ما صرّح به البعض من المواطنين المتواجدين على عين المكان، والذين لم يفوتوا الفرصة للتعبير عن تذمّرهم من حالة الطريق وعدم وجود حواجز في تقاطع السكة رغم أن ذلك طريق رئيسي. غير انه ووفق معطيات من مصادر صلب الشركة الجهوية للنقل بنابل فان سواق حافلات الشركة تذمروا سابقا من غياب حواجز تقاطع السكة لأكثر من سنة. فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث وقال والي بن عروس في تصريح لإذاعة «موزاييك اف ام» ان المصالح الأمنية والقضائية ستحدّد المسؤوليات أن كانت بسبب وضعية السكة الحديدية أو سائق الحافلة. وفي هذا السياق، عبّرت الشّركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية عن أسفها لوقوع هذا الحادث وما خلّفه من خسائر بشريّة مبدية أعمق مشاعر المواساة لعائلات الضحايا و تتمنى الشفاء العاجل للمصابين. كما أفادت بأنها قد بادرت بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه وتحديد المسؤوليات. وجدّدت الشركة، في الأثناء دعوتها لكلّ مستعملي الطّريق من مترجّلين ومختلف وسائل النقل، إلى ضرورة الحذر ومزيد الانتباه عند عبور تقاطعات السّكة مع الطّريق واحترام الإشارات بجميع أنواعها. وقال مواطن في تصريح ل"الصباح نيوز" ان المسؤولية لا يمكن تحديدها، مشيرا إلى أن القطار وان يسير ببطئ على مستوى تقاطع السكة لكن يجب أن يعطي إشارة.. كما تطرق إلى وضعية الطريق. حواجز معطلة وغياب إشارات ضوئية ومن جانبه، قال عزالدين الطياري رئيس دائرة الجودة والسلامة والاتصال بالشركة الجهوية للنقل بنابل ل»الصباح نيوز» انّ أسباب الحادث تتمثل في وجود حواجز معطلة وغياب إشارات ضوئية بالتقاطع بالإضافة إلى عدم تواجد الحارس المكلف بتأمين التقاطع على اعتبار أنه يباشر عمله حوالي الساعة السابعة صباحا الا ان الحادث جدّ عدن الساعة السادسة والنصف، مضيفا أنّ هذا ما أقره أيضا مساعد وكيل الجمهورية ببن عروس.. وبخصوص فرضية الافراط في السرعة من قبل سائق الحافلة، أكّد أنّ هذه الحافلة لا يمكن أن تتجاوز سرعتها 70 كلم في الساعة كما كان على متنها حوالي 60 ركابا، مشيرا إلى أنه لا يمكن لسائق الحافلة أن يرى وجود القطار. وأضاف الطياري ان سائق الحافلة بصدد التحقيق معه من قبل الوحدات الأمنية، قائلا إنّ الحافلة قادمة من نابل في سفرة عادية انطلقت على الساعة الخامسة صباحا. كما ختم بالقول انه تمّ فتح تحقيق في الغرض للكشف عن ملابسات الحادث.