تنطلق يوم غد الثلاثاء مبادرة الحوار الوطني التي أعلن عنها الاتحاد العام التونسي للشغل بحضور مختلف الأطياف السياسية والمجتمع المدني. وكنّا قد نشرنا مقالا يوم الجمعة الماضي تطّرقنا فيه لموقف الترويكا من هذه المبادرة والتي أكّد فيها كلّ من المؤتمر من أجل الجمهورية والنهضة عدم مشاركتهما فيها في صورة حضور نداء تونس. وقد أكّد بلقاسم العياري الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ الاتحاد لن يقصي أيّ حزب من هذه المبادرة. كما بيّن وجود مشاورات في الوقت الحالي من كتابة هذه الأسطر بين حسين العباسي الأمين العام للاتحاد ورؤساء الأحزاب السياسية للنظر في هذا الموضوع. ووصف العياري هذه المبادرة بالمناسبة غير العادية ومن الوزن الثقيل، مبيّنا أنّ الغاية منها ليست سياسية بل تهدف إلى تجميع الفرقاء السياسيين لإيجاد حلول توافقية بمبادرة من الاتحاد. كما عبّر عن رغبة الاتحاد بأن تتواجد مختلف الأحزاب على طاولة الحوار الوطني من نداء تونس وغيره، قائلا أنّ هذه المبادرة لا يمكن أن تكون ذات قيمة إلاّ في صورة حضور مختلف الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة. وفي هذا الإطار، قال العياري أنّه إذا رفض حزب من الأحزاب الحضور والمشاركة فله ذلك ولن يفرض عليه الحضور. وأضاف أنّ اتحاد الشغل قد وجّه الدعوات لكلّ الأحزاب، مؤكّدا وقوف الاتحاد على نفس المسافة عن كلّ حزب دون تمييز. وحول المبادرة، قال العياري أنّ الغاية منها الخروج من الوضع المتأزّم الذي تشهده البلاد. وبالنسبة للجانب التنظيمي والحضور في افتتاح المؤتمر، قال العياري أنّ هناك استعدادات تنظيمية وأمنية لإنجاح المبادرة حيث عينت لجنة للإشراف على هذا الجانب، مبينا وجود مشاورات بما في ذلك مع الرؤساء الثلاث في انتظار تحضير البرنامج الذي سيكون جاهزا مساء اليوم. أمّا فيما يتعلّق بالمبادرة المنبثقة عن اجتماع الترويكا مساء السبت الماضي، قال العياري : "رغم أنّها مبادرة إيجابية لكن كان أملنا في أن تقدّم ضمن مبادرة الاتحاد مع جميع المبادرات الأخرى ليقع مناقشتها وليصدر عن المبادرة بيان ختامي يتضمن نتائج تقدّم للمجلس الوطني التأسيسي. كما أكّد أنّ الترويكا تركت مجالا للتوافق وأنّ مبادرة الاتحاد لن تسحب، معبّرا عن أمله في إنجاح هذه المبادرة الوطنية.