دفع تدني الخدمات الصحية وسوء التكوين والتنظيم عبر بعض المؤسسات الاستشفائية بالآلاف من الجزائريين إلى السفر للخارج بحثا عن العلاج من أمراض فقدوا الأمل من شفائها، في الوقت التي تصرف المليارات على قطاع الصحة، ناهيك عن استيراد العديد من التجهيزات.. لتصبح أكبر المستشفيات الأوروبية والعربية الوجهة الرئيسية لهؤلاء بعدما أثبتت نجاعتها في علاج العديد الحالات المستعصية، في ظل سوء التشخيص وكثرة الأخطاء الطبية وغياب التكفل بمختلف الأمراض، ناهيك عن العمليات الجراحية التي تمس مناطق حساسة من جسم الإنسان كالقلب، والدماغ العيون وغيرها، ما دفع الكثيرين إلى السفر على حساب نفقاتهم الخاصة وعدم المغامرة في المستشفيات التي أصبح دخولها بمثابة الكابوس، خاصة مع تسجيل العديد من الضحايا نتيجة إهمال ولامبالاة بعض القائمين على القطاع الصحي. وفي هذا الإطار، كشف مصطفى خياطي في تصريح ل"الفجر"، أن التكفل ببعض المرضى في الخارج يعد من أولويات وزارة الصحة بالتعاون مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مشيرا إلى أن العلاج في الخارج يصبح أكثر من ضروري في الكثير من الحالات، في ظل سوء التسيير والتكوين، وكذا التحسيس ببعض الأطباء وكذا الممرضين الذين يعتبرون الركيزة الأساسية للقطاع الطبي، بالإضافة إلى وجود تخصصات نادرة تحتاج للسفر ولا تتوفر عليها مستشفياتنا كالتشوهات الخلقية وعمليات التجميل، نقل الأعضاء، علاج العقم وغيرها من التخصصات المواكبة للتطور العلمي. وفي السياق، أشار رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة "فورام" إلى توجه الآلاف من الجزائريين للعلاج في الخارج وإلى وجهات محددة كفرنسا، تركيا والأردن، باعتبارها من أفضل البلدان التي تحوي أشهر العيادات والمراكز الصحية المسجلة ضمن قائمة أكثر البلدان التي يقصدها المرضى سنويا، مضيفا أن فقدان الثقة بالأطباء والخدمات الطبية وكذا تأثر بعض المرضى بمضاعفات صحية بعد إجراء عمليات جراحية وراء ارتفاع عدد المتوافدين إليها، غير أن هناك من لايعتمد على نفقات الدولة ودعم من صندوق الضمان الاجتماعي، بل يسافر على حسابه الخاص، أين تم إحصاء أزيد من 5 آلاف جزائري سافروا إلى تونس للعلاج سنة 2016، فيما تم التكفل مؤخرا ب163 من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.(الفجر الجزائرية)