حذرت تقارير استخباراتية من تحول القاهرة إلى بؤرة جديدة لتنظيم القاعدة في ضوء كشف تورّط عناصر تابعة للتنظيم في تفجير مبنى بمدينة نصر. ونشرت صحيفة "الصباح" المصرية معلومات مهمة عن دلائل تقود إلى وجود فعلي لعناصر من تنظيم القاعدة، استغلوا الأوضاع التي تلت الثورة للتموقع، وتشير هذه المعلومات إلى وجود روابط بين عملية مدينة نصر ومقتل السفير الأمريكي في بنغازي. ويبرز في واجهة المشهد اسم الجهادي محمد جمال الكاشف الشهير بأبوأحمد، الذي أفرج عنه الرئيس مرسي عقب الثورة، والذي تتهمه تقارير استخباراتية أمريكية بأنه هو مَنْ قام بتدريب العناصر التي اقتحمت القنصلية الأمريكية في بنغازي، وقتلت السفير وثلاثة من الدبلوماسيين الأمريكيين. وفي هذا السياق، كشفت نيابة أمن الدولة المصرية العليا طوارئ أن من بين المقبوض عليهم في قضية تفجيرات مدينة نصر "تونسي"، فيما أكدت مصادر حضور السفير التونسي للتحقيقات التي انتهت أمس الأول بقرار حبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بينما نفت قيادات سلفية علاقة المتهمين بتنظيم القاعدة، عقب تداول بعض ما تضمنته تحريات الأمن الوطني عن علاقة القتيل "نبيل" بالتنظيم، وقالت مصادر إن محمد جمال الكاشف، الشهير بأبوأحمد، وهو أحد المفرج عنهم مؤخراً بقرار عفو رئاسي، هو المسؤول عن عمليات مصر وليبيا واليمن. ومن جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم أن القاعدة تخترق مصر من خلال القيام بالعمليات الإرهاربية وتهريب السلاح الذي انتشر منذ أيام الثورة، فضلاً عن قيام عناصرها بعمليات داخل سيناء. وأشار سويلم إلى أن تواجد القاعدة في مصر اتخذ الجانب العملي بعدما قاموا بتفجير إحدى العمارات بمدينة نصر، مؤكداً أن الجناة في هذه العملية كانوا من الليبيين المشاركين في مهاجمة القنصلية الأمريكية ببني غازي وقتل السفير الليبي. أما الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، فاعتبر أن عناصر القاعدة موجودة بالفعل في سيناء وانتقالها الى القاهرة مؤشر خطير جداً، وكشف عبدالغفور أنه التقى العديد من العناصر الجهادية عقب مقتل الجنود المصريين على الحدود ووعدوه بتغيير أفكارهم. وأردف عبدالغفور قائلاً: "يبدو أنهم لن يتغيروا"، مطالباً الأجهزة الأمنية بحماية الأمن القومي للبلاد من خطر التكفيريين، وأضاف: "انتقال عمل القاعدة من سيناء إلى القاهرة مؤشر خطير يدل على توسع هذه العمليات في الفترة القادمة، خاصة داخل سيناء، وإن كان من المتوقع أن تقل في القاهرة نظراً لخطورتها".