كنا أشرنا في مقال سابق إلى الهفوات الكبيرة التي ارتكبها الحكم الدولي هيثم قيراط خلال مباراة الجولة الأخيرة من المرحلة الأولى لبطولة الرابطة المحترفة الأولى بين اتحاد بن قردان وشبيبة القيروان والتي غير نتيجتها النهائية بضربة جزاء خيالية لفائدة أصحاب الأرض،وأشرنا في ذات المقال إلى ضرورة أن تتحرى لجنة التعيينات كثيرا قبل اختيارها لطواقم حكام مرحلة التتويج وأن يمنح شرف إدارة مواجهاتها للحكام الأفضل والأكثر نزاهة لا للمسنودين أو للطيعين والقادرين على تخلي عن نزاهتهم من أجل تطبيق تعليمات أعرافهم. لجنة التعيينات وكعادتها لم تلق بالا لكل ما قيل ويقال وسيقال حول التعيينات المشبوهة وواصلت سياسية الهروب إلى الأمام من خلال تجديد الثقة في قيراط الابن وفي التركيز على الابن إشارة ضمنية إلى الحصانة التي يوفرها له والده هشام قيراط المسؤول عن تكوين ورسكلة الحكام،حيث منحته الأسبوع الماضي مهمة إدارة قمة المجموعة الثانية في الرابطة الثانية بين سكك الحديد الصفاقسي وقرمبالية الرياضية التي احتج مسؤولوها بشدة عن ظلم صافرته،قبل أن يتواصل الكرم الطائي للجنة جمال بركات بتعيين قيراط لقمة الجولة الافتتاحية من مرحلة التتويج بين النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي وكالعادة خرج الفريقان وخاصة الفريق المحلي رغم انتصاره غير مقتنعان بما جادت به قريحة الحكم الشاب الذي واصل السير في الطريق الخاطئ على الرغم من امتلاكه لكل مؤشرات الحكم الناجح والقادر على نحت مسيرة مميزة. كل من تابع المباراة من وراء الشاشة الصغيرة قد يتهمنا بالتحامل على قيراط الصغير ولكن من كان حاضرا في الملعب يمكن أن يقف وبوضوح على الحسابات الكثيرة لهذا الحكم والذي عمل كل ما في وسعه من أجل أن تنتهي نتيجة الكلاسيكو متعادلة،حيث تغافل عن عديد المخالفات القريبة للأحمر والأبيض كما تغافل عن إقصاء أو على الأقل انذار الظهير الأيسر للنادي الصفاقسي سليم المحجبي بعد تدخل عنيف على إبراهيم الشنيحي وحتى ضربة الجزاء التي عدل منها الإفريقي النتيجة والتي كانت على بعد خطوات منه فقد تغافل عنها في البداية قبل أن تجبره راية مساعده عن إعلانه وقد كان بالإمكان أن يشهر فيها الورقة الحمراء لمحمود بن صالح بمنحه إنذارين الأول من أجل لمس الكرة باليد والثانية بعد لدفعه الواضح للحكم بطريقة مهينة وثقتها عدسات الكاميراهات،أخطاء فادحة وكبيرة أجبرت الحكم على «الترقيع» من خلال التغافل عن رفع البطاقة الصفراء في وجه صابر خليفة بعد تمويه في مناطق جزاء المنافس والتي كانت ستكلفه الغياب عن دربي العاصمة وكذلك التغافل عن إنذار سليمان كشك بعد احتجاجه المبالغ فيه عن أحد قراراته. لن نطيل الحديث عن هيثم قيراط لأن نعلم قربه من النافذين في القطاع وصعوبة انصلاح حاله وعودته إلى السراط المستقيم،ولن نكرر توجيه ذات النداء للجنة التعيينات لأنها ستواصل العمل بنفس الطريقة وستختار الحكام الذين يجيدون تطبيق التعليمات وخدمة أجندات وكواليس الغرف المظلمة ولكننا سنكتفي بالدعاء بأن لا تتسبب صبيانيات إدارة التحكيم ومن ورائها جامعة الكرة في كوارث فيما تبقى من عمر البطولة.