أظهرت بيانات لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس أن عدد الفارين من الحرب الأهلية السورية إلى الدول المجاورة ومصر تجاوز حاجز الخمسة ملايين. وتدفق السوريون عبر حدود بلدهم منذ تحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 2011 إلى صراع مسلح انخرط فيه مسلحون معارضون وإسلاميون متشددون والقوات الحكومية وداعمون أجانب. وبعد استقرارها في 2016، ارتفعت أعداد اللاجئين هذا العام في أعقاب النصر العسكري الذي حققته الحكومة بدعم من روسيا وحلفائها الذين تساندهم إيران في مدينة حلب بشمال البلاد. وقال بابار بالوش المتحدث باسم مفوضية اللاجئين "الأمر لا يتعلق بالرقم وإنما بالناس" مشيرا إلى أن الصراع استمر حتى الآن لفترة أطول من الحرب العالمية الثانية. وقال "نحاول البحث عن التفاهم والتضامن والإنسانية." وجاء تخطي حاجز الخمسة ملايين مهاجر بعد عام من اليوم الذي طالبت فيه مفوضية اللاجئين الدول الأخرى بالبدء في إعادة توطين ما لا يقل عن عشرة بالمائة من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفا وعرضة للخطر. وعرضت الدول حتى الآن أماكن لاستضافة 250 ألفا فقط. وقال بالوش "نطالب بمزيد من المسارات القانونية للسوريين للسفر إلى دول أخرى حتى لا ينتهي بهم المطاف بالموت في بحار مثل البحر المتوسط." ويوجد في أرجاء العالم قرابة 1.2 مليون لاجئ من جميع الجنسيات سيحتاجون إلى إعادة التوطين في 2017 ويشكل السوريون 40 بالمئة منهم. وزاد الخوف على مصيرهم بعدما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يحظر دخول جميع اللاجئين السوريين وهي خطط تخلى عنها منذ ذلك الحين. وقال بالوش "الولاياتالمتحدة لا تزال أكبر مكان لتوطين اللاجئين. نأمل بأن يعود التركيز على معاناة هؤلاء الأشخاص اليائسين واللاجئين وأن يكون هناك تضامن ومسؤولية تتشارك فيهما كل الدول." وأشارت بيانات جمعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والحكومة التركية إلى أن إجمالي عدد اللاجئين بلغ الآن خمسة ملايين و18168 في الدول المجاورة لسوريا ودول أخرى في المنطقة. ونزح ملايين آخرون في الداخل بينهم عشرات الآلاف فروا هذا الشهر، أغلبهم نساء وأطفال، أمام هجوم للمعارضة شمال غربي مدينة حماة. وفر سوريون بأعداد كبيرة أيضا إلى أوروبا وقدموا 884461 طلب لجوء في الفترة من أفريل 2011 وأكتوبر 2016. وقدم اللاجئون نحو ثلثي هذه الطلبات في ألمانيا والسويد. ويعيش مئات الآلاف أيضا في دول الخليج التي لم توقع معاهدة اللاجئين لعام 1951 مثل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وبالتالي فإنهم لم يتم تسجيلهم كلاجئين. وقادت الأممالمتحدة نداء لمساعدة اللاجئين السوريين ودعم المجتمعات المضيفة لهم هذا العام لكنها تلقت 6 بالمئة فقط من الأموال اللازمة للعام الحالي.. 298 مليون دولار من 4.6 مليار دولار. (رويترز)