شهدت مساء يوم الاثنين الفارط مدينة صفاقس جريمة قتل راح ضحيتها الشاب محمد علي البوزيدي الذي يبلغ من العمر 18 سنة على يد أحد أصدقائه الذي يقاربه سنا في أعقاب خلاف حول مبلغ مالي بسيط سرعان ما تطور إلى معركة قام المشتبه به في أعقابها بتسديد ثلاث طعنات لخصمه طرحته أرضا ثم تسببت في وفاته، وقد ألقت الوحدات الأمنية لإدارة إقليم الأمن الوطني بصفاقس القبض على المشتبه به الرئيسي وشخصين آخرين أودع احدهما السجن فيما أطلق سراح الثاني. ولتسليط الضوء على هذه الجريمة البشعة التي اهتزت على وقعها عاصمة الجنوب ومعرفة ملابساتها وأسباب وقوعها خاصة في ظل تعدد الروايات اتصلت"الصباح" بعائلة الضحية التي مازالت تعيش على وقع الصدمة.. وعلى وقع الألم والوجع فجاءت أقوالها بخصوص السبب الرئيسي للواقعة الأليمة مغايرة تماما لاعترافات القاتل. يقول شقيق الضحية أن محمد علي كان في المنزل حين اتصل بالمشتبه به الرئيسي هاتفيا وطلب منه أن يعيد له المبلغ المالي الذي أقرضه إياه وقدره عشرون دينارا منذ مدة إلا انه تلدد كعادته وامتنع عن تسديده فغضب أخي وقد يكون توجه بعبارات فيها توبيخ للقاتل الذي يبدو انه لم يستسغ تلك العبارات وقرر الانتقام. ثلاث طعنات وأضاف الشقيق الملتاع أن محمد علي كان في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم الواقعة داخل منزل العائلة بزنقة الشيشمة بطريق تونس عندما تلقى مكالمة هاتفية يبدو أن طرفها المشتبه به الرئيسي غادر إثرها المنزل، وأشار إلى أن شقيقه التقى بقاتله الذي قدم على متن دراجة نارية رفقة شاب آخر، فنشب خلاف بينهما سرعان ما تطور إلى معركة كلامية تدخل بعض المواطنين لفضها. "طأطأ أخي رأسه عندما تدخل صاحب عطرية بالحي وترجّل نحو المنزل"-يتابع محدثنا- "ولكن المشتبه به الرئيسي كان قاسيا إلى ابعد الحدود والتحق بمحمد علي وغدر به، حيث سدد له ثلاث طعنات بينها طعنتان في القلب، ولاذ بالفرار رفقة شريكه..". خمس ساعات.. فوفاة ظل محمد علي طريح الأرض وينزف إلى أن حلت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حيث ظل طيلة خمس ساعات يصارع من أجل الحياة.. إلا أن النزيف الدموي الحاد الذي لحق به تسبب له في مضاعفات بليغة أدت إلى وفاته رغم مجهودات الإطارين الطبي وشبه الطبي لينزل الخبر الصاعقة على أهله وأجواره وأصدقائه لما عرف به من طيبة معشر وحسن سلوك بين الجميع. فالمأسوف عليه بطل في رياضة ال"كيك بوكسينغ" وسبق أن رفع عدة ألقاب محلية وجهوية وتحصل على ميداليات وطنية، وقد خلف رحيله غدرا صدمة لدى الجميع. بطاقتا إيداع امنيا علمنا أن أعوان مركز الأمن الوطني بمركز البستان وفرقتي الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بصفاقسالمدينة وشرطة النجدة باشروا الأبحاث وداهموا بإذن من النيابة العمومية اثر الجريمة منزل المشتبه به الرئيسي حيث القوا القبض عليه قبل أن يحجزوا أداة الجريمة التي تبين انه ألقى بها في الطريق، ويلقوا القبض على شخصين آخرين قبل أن يقرر حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 إصدار بطاقتي إيداع بالسجن في شأن اثنين منهم وإطلاق سراح المشتبه به الثالث. صابر المكشر الصباح بتاريخ 16 أفريل 2017