حب الوطن، روح المواطنة، الدفاع عن الراية الوطنية والوطن واستقلاله ووحدة ترابه، احترام مقدسات البلاد والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع: تلك هي شعارات عدد من الشباب التونسي الذين التقتهم "الصباح نيوز" بالمركز الجهوي للتجنيد والتعبئة بتونس. هم شباب قدموا من جهات مختلفة من الجمهورية أغلبهم في اوائل العقد الثالث من أعمارهم اختاروا تلبية نداء الوطن، والانضمام لصفوف الجيش الوطني لمدة سنة في إطار التجنيد. وقال أحد الذين تم قبولهم للمشاركة في الخدمة الوطنية في تصريح ل"الصباح نيوز": "فترة التجنيد تمرّ سريعا .. وأنّ هذه المدرسة _أي المؤسسة العسكرية_ ستساهم في إعداده للدفاع عن وطنه وزرع قيم المواطنة بداخله كما يمكن أن تكون فرصة لي لمتابعة تكوين مهني في احد الاختصاصات ان رغبت في ذلك". "الصباح نيوز" كانت في الموعد، وعاشت مع عدد من الشباب التونسي لحظات مشاركتهم في "مسلك التجنيد"، ابتداء من استقبالهم بمركز التجنيد والتعبئة بتونس إلى مرحلة الإكساء والتجنيد. واجب الخدمة الوطنية وفي انطلاق الزيارة للمركز، قال آمره العقيد نور الدين الجلاصي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان الخدمة الوطنية واجبة على كل مواطن بلغ من العمر 20 عاما، ويقضيها بصفته جندي مدعو وتدوم مدة سنة واحدة بإحدى وحدات الجيش الوطني، مضيفا أنه يمكن للشبان البالغين من العمر 18 عاما أداء واجب الخدمة الوطنية خدمة عسكرية بطلب منهم وبعد موافقة السيد وزير الدفاع الوطني. وأشار إلى أنّ مراحل عمليات التجنيد تنطلق بالإحصاء، حيث يخضع الشبان البالغين من العمر 18 سنة إلى عملية إحصاء تتم في إطار لجان يترأسها المعتمدون، ويقوم هؤلاء الشبان بتعمير بطاقة إرشادات تسلم إليهم من طرف عمدة المنطقة التي ينتمون إليها وعند بلوغهم سن العشرين عاما يتقدم الشبان تلقائيا لأداء الخدمة الوطنية و يبقون ملزمين بأدائها إلى حين بلوغهم سن الخامسة والثلاثين. التجنيد وبخصوص التجنيد، قال العقيد نور الدين الجلاصي ان هنالك 4 حصص سنويا تكون خلال اشهر مارس وجوان وسبتمبر وديسمير وتشمل البالغين من العمر 20 سنة خلال الحصة المعنية. وفي هذا السياق، قال انه تم تخصيص حصة ب12 ألف جندي في إطار ما يعرف ب"التجنيد الاستثنائي" والذي سيتم على إثر الانتهاء من مدة التجنيد الانتداب المباشر للمجندين، وفقا لشروط، مشيرا إلى أنه تم تجنيد 8 آلاف جندي في انتظار استكمال بقية الحصة قبل موفى جوان، على ان يتم إثر ذلك العمل وفقا لحصص التجنيد العادية. الامتيازات ويتمتع الشبان الذين قاموا بواجب الخدمة الوطنية في إطار التجنيد خدمة عسكرية مباشرة بالامتيازات التالية: -التنفيل في السن القصوى للإنتداب بالمدارس العسكرية (24 سنة عوضا عن 23 سنة)، -التمتع بالأولوية في الإنتداب في مناظرات المدارس العسكرية، -التمتع بمنحة شهرية أثناء أداء واجب الخدمة الوطنية قدرها 200 دينار للمجندين المتحصلين على شهائد عليا وكذلك الذين تلقوا تكوينا مهنيا مشفوعا بشهادة تقني سامي، و100 دينارا للمجندين غير المتحصلين على شهائد عليا -إمكانية متابعة التكوين المهني في عديد الإختصاصات أثناء أداء الواجب الوطني. تأجيل أداء الخدمة الوطنية ويمنح تأجيل أداء الخدمة الوطنية لمدة عام واحد قابل للتجديد: -للمواطن الذي له أخ بصدد أداء الخدمة الوطنية. -للمواطن الذي ثبت أن في كفالته بصفة فعلية أحد الأشخاص الآتي ذكرهم والذي قد يحرم من موارد عيش كافية بحكم تجنيده: أب غير قادر وقتيا على العمل لأسباب صحية / أم أرملة أو مطلقة / أخت على الأقل غير متزوجة / أخ على الأقل سنه دون العشرين عاما/ مكفول شرعي أو أكثر سن أكبرهم دون العشرين. -للمواطن المزاول لتعليمه بتونس أو بالخارج والمرسم بصفة قانونية بالمؤسسات العمومية للتعليم العالي أو الثانوي أو بمراكز التكوين المهني إلى حد سن الثامنة و العشرين. -للمواطن المزاول لتعليمه بتونس أو بالخارج بالمؤسسات الخاصة للتعليم العالي أو الثانوي أو بمراكز التكوين المهني المرخص لها من قبل وزارات الإشراف إلى حد سن الثامنة و العشرين. -للمواطن العامل والمقيم بالخارج وذلك إلى حين بلوغه سن الثامنة والعشرين، ويمكن له أن يقيم بتونس كل عام مدة ثلاثة أشهر دون أن يفقد الحق في التمتع بالتأجيل المذكور. الإعفاء ويعفى من أداء الخدمة الوطنية كل مواطن ثبت طبيا عدم صلوحيته للخدمة الوطنية من قبل المصلحة الطبية التابعة للمركز الجهوي للتجنيد والتعبئة. -كل مواطن ثبت عدم صلوحيته صحيا -كل مواطن كافل أب تجاوز 65 سنة أو عاجز عن العمل -كل مواطن تجاوز سن الثامنة والعشرين وأثبت أنه لا يزال يعمل ويقيم بالخارج بصفة قانونية. -كل مواطن تجاوز سن الخامسة والثلاثين. -كل مواطن متزوج وله أبناء -كل مواطن متزوج منذ أكثر من سنتين مسلك التجنيد وعودة لمسلك التجنيد، الذي عاينته "الصباح نيوز"، فكانت نقطة الانطلاق من خلية الاستقبال، حيث يتجمع الشبان الذين قدموا للمشاركة في الخدمة الوطنية لاعداد الملف الصحي لكل منهم، قبل أن يتحولوا حسب ترتيبهم إلى المصلحة الصحية حيث يخضعون للفحص الطبي بغرض إقرار صلوحيتهم الطبية للخدمة الوطنية من عدمها. وقد كان المترشحون المتواجدون بمركز التجنيد والتعبئة بتونس، ورغم تعدد الاجراءات، في حالة "شغف" لارتداء البدلة العسكرية. ويتمثل الفحص الصحي الذي يجرى على المترشحين للخدمة الوطنية وكذلك عدد من الطلبة والناجحين في الباكالوريا ممن تمّ قبولهم في مرحلة أولى للانتداب بأكاديمية جيش الطيران والذين حضروا بالمركز مرفوقين باستدعاءات قصد انتدابهم بالمؤسسة العسكرية، في القيام أوّلا بتحليل طبي حيني يعرف من خلاله الوضعية الصحية للمترشحين، ليمروا بذلك لقاعة أخرى أخرى أين يتم قيس الطول والوزن والدم، والذي يتطلب تناسقا بين الوزن والطول، ومن ثم يتحول المترشحون لقاعة أخرى مخصصة لقيس النظر، أين يُخصص للمترشحين لمناظرة الانتداب في جيش الطيران فحص إضافي يتمثل في فحص مدى القدرة على التعرف على الالوان، وكذلك فحص خاص بالأسنان. وبعد ذلك يتحول المترشحون سواء للتجنيد أو الانتداب لقاعة أخرى أين يتمّ فحصهم طبيا للتعرف ان كان لأحد من المترشحين عيوب أو وشم أو غير ذلك. ومن بين الفحوص التي تجرى بالمركز، الفحص النفسي ويشمل اختبارات ذكاء ومؤهلات عامة وخاصة وشخصية بغاية التعرف على خفايا المترشح، كما تتمّ محادثة عن طريق اخصائيين نفسانيين لتقييم شخصية المترشح والتثبت ما ان كانت لديها انتماءات أو لا. ويتمّ إثر ذلك إقرار القبول، من عدمه، على أن يتم تحويل المقبولين إلى خلية الفرز والتوجيه، لتتم بعد ذلك عملية الاكساء وما يتبعها من حلق واستحمام ولباس وتوجيه حسب طلب الجيوش قصد متابعة فترة التجنيد، وهي لحظات ترسم الضحكة على وجوه المقبولين الذين لا شعار لهم سوى "حب الوطن". معايير الانتداب ومن جهة أخرى، وبالنسبة لمعايير الانتداب بالمؤسسة العسكرية، قال العقيد نورالدين الجلاصي انه ربما يقع تغيير في الدخول للاكاديميات على ان تكون المعايير وفقا لمتطلبات كل اكاديمية، مؤكّدا: "ليس لدينا تشدد في ما يتعلق بمعايير الانتداب" كما أشار محدثنا إلى أنه في كل انتداب بالمؤسسة العسكرية، وبعد مرحلة القبول الأولية والمرور بمختلف مراحل المسلك الذي يسلكه كذلك المجندون" يتم القيام بمحادثة صلب لجنة حتى يكون القبول رسميا.