الحب، والتشجيع، والتعلّم، والشفاء، والاستماع... كل هذه الأمور يتعلّمها ويتقنها الآباء والأمهات مع الوقت ليكونوا إلى جانب أولادهم في حياتهم وفي المواقف التي يتعرّضون لها. ولكن هذه العلاقة ليست باتجاه واحد، إذ إن الأولاد أيضاً يعلّمون أهلهم الكثير من الأمور عن الحياة، إليك في ما يلي أهمّها: الضحك اليومي منذ اليوم الأول لإنجاب طفلها، لا يمكن للأم أن تعيش يوماً واحداً دون أن تضحك! ومع تقدّمه في العمر، يصبح الطفل قادراً على التفاعل بصورة أكبر، فيرقص ويتكلّم بطريقة ظريفة ومرحة، ويقلّد الآخرين، أي إنك ستضحكين أكثر وأكثر. الرقص تحت المطر قبل الإنجاب، ستحاولين دائماً أن تتفادي قطرات المياه، ولكنك بعده، لن تتمكّني من تجاهلها! الأمر ليس بقطرة أو اثنتين، بل عندما يسقط المطر بغزارة، سيرغب طفلك في القفز تحته تلقائياً، وعندما ترينه يرقص، ستشعرين بأنك مجنونة أنت أيضاً وستفعلين الأمر نفسه. في هذه اللحظة، ستجدين نفسك حرّة وأنك غير معنيّة بأي شيء يجري من حولك.ستشعرين بالدهشة من كل شيء عندما ترين كلباً، أو قطة أو حتى طابة... إنها أمور عادية ولكنك ستجعلين منها أموراً مدهشة للفت نظر صغيرك وإدهاشه. تشعرين بالقوة في كل وقت إن تربية الطفل تعني أنك ستواجهين الكثير من الصعاب.. في هذه اللحظات، يمكن أن تمرّي بحالات من الأحاسيس المخيفة والمتضاربة. ولكنك في كل مرّة ستنجحين في مواجهة مخاوفك وستشعرين بأنك أقوى. عندما تصبحين أمّاً، ستمتلكين قوة استثنائية وستكونين جاهزة لمواجهة أي عائق. الانتقال من الضحك إلى البكاء في واحدة من الليالي الكثيرة التي سيمتنع فيها طفلك عن النوم، ستهزّينه وستتكلّمين معه وتؤرجحينه، لكنك لن تتمكّني من تهدئته ما سيجعلك تلجئين فوراً إلى والده. ستجلسين وحدك لخمس دقائق وتبكين بشدة، ثم ستعودين إلى غرفته وعلى وجهك ابتسامة عريضة... دون أن تفهمي ما جرى. ستتعلّمين التواصل عبر الأصوات من الأشياء التي لا يمكن للأم أن تتعلّمها إلا من طفلها، أن تتواصل عبر المحاكاة الصوتية والأصوات الغريبة المعبّرة: آآآه، بوم، كوت كوت، أوووو، وفروم فروم... وغيرها التي لا بد أن تستخدميها لتسلّي طفلك. ولكن احرصي على ألا تستمرّي باستخدام هذه الأصوات عندما تتواصلين مع البالغين. أصوات الحيوانات بعد أن يصبح لديك طفل، ستكتشفين أنك مجبرة على تقليد أصوات عدد كبير من الحيوانات في اليوم الواحد، ولكنك بالطبع ستفشلين في تقليد بعضها! ستثقين بنفسك بعد أن تصبح المرأة أمّاً، ستتمتّع بكمّ كبير من الثقة بالنفس، ولكن نوعاً من الثقة ستحصل عليه فقط من ابنها أو ابنتها. لماذا؟ لانك ببساطة أصبحت مسؤولة عن كائن حيّ وحياته بين يديك، وليس أمامك إلا خيار النجاح لتكوني أمّاً بالفعل. الحب الحب دون مقابل، والحب الذي لا مثيل لقوّته، والحب غير المحدود... الأمومة هي أن تعرفي حبّاً من نوع آخر استثنائي لا مثيل له ولا تشعرينه مع أي شخص آخر. كلّ يوم نتعلّم من أطفالنا دروساً جديدة...