قال رئيس الجمعية التونسية للوقاية من الهجرة السرية شاكر ساسي اليوم السبت ان «حل معضلة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط يتلخص بالاساس في تحقيق منوال تنموي شامل وانعاش الاقتصاد وتحقيق التوازن الاجتماعي فضلا عن تحسيس الشباب وتوعيتهم من قبل أصحاب القرار والاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني بحاجة بلدانهم إليهم». وذكر ساسي في مداخلة قدمها خلال ندوة بعنوان «الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط الظاهرة والابعاد» نظمها بالعاصمة مركز «محمد البراهمي للسلم والتضامن»، بالتعاون مع «المجلس الاعلى للقبائل والمدن الليبية»، ان الجمعية أنجزت عديد الحملات التوعوية لفائدة الشريحة العمرية ما بين 15 و25 سنة حول خطورة هذه الظاهرة كما عاينت مناطق العبور وكل الظروف المحيطة بمغامرة الابحار خلسة تجاه الضفة الاخرى للمتوسط الى جانب مساعدة وتشجيع هؤلاء الشباب على بعث مشاريعهم الخاصة. ومن جهته، أفاد القيادي بحزب التيار الشعبي حسن ذياب ان من الحلول المثلى للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، تحقيق الامن داخل البلدان التي عاشت ثورات واستعادة هيبة وسيادة الدولة إضافة الى تحقيق الامن الاقتصادي والتوازن الاجتماعي بين جميع الجهات لتشجيع الشباب على البقاء باوطانهم. وأرجع المتحدث استفحال هذه المعضلة في السنوات الاخيرة، للأحداث الحاصلة في «بلدان الربيع العربي» التي اتسمت فيها الاوضاع بغياب الامن والهشاشة بالاضافة لاسباب أخرى منها تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حسب رؤيته. وأشار الى ان أغلب الشباب المتواجدين حاليا في أوروبا يعيشون ظروفا «سيئة جدا»، مبينا انه كلما استتب الامن في هذه البلدان إلا وكانت الامكانية اكبر لعودة هؤلاء المهاجرين. وقال من جهة أخرى، ان البحر الابيض المتوسط هو الاخطر في استقطاب الشباب للهجرة غير الشرعية، مضيفا انه حسب احصائيات المرصد الاوروبي المتوسطي لحقوق الانسان، غرق بالمتوسط أكثر من 3400 مهاجر في السنوات الاخيرة اي بمعدل غرق شخص كل 4 ساعات. من جهته أوضح المتحدث باسم المجلس الاعلى للقبائل والمدن الليبية خالد غويلة ان ظاهرة الهجرة غير النظامية قد تفاقمت في ليبيا ابان الثورة مؤكدا «وجود عصابات أوروبية تتاجر بالبشر وتنشط الان بليبيا عبر مراكز رسمية تعمل على تهجير الشباب عبر المتوسط»، وفق تعبيره.