تونس الصباح بإذن من سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي استضاف المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية صباح أمس بالعاصمة ندوة حول «التشغيل في المتوسط في 2030». وتأتي هذه الندوة في اطار تشجيع الجهود التي من شأنها أن تساعد على التقارب داخل الفضاء المتوسطي وذلك خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وللسلم والاستقرار في المنطقة والعالم. كما التأمت هذه الندوة في اطار سلسلة اللقاءات المتوسطية التي تنظمها شبكة الاستشراف المقترح انشاؤها من معهد الاستشراف الاقتصادي للعالم المتوسطي (IPEMED) وتناولت الحصة الصباحية بالتحليل والنقاش مواضيع حيوية كالتنمية والتشغيل والهجرة في المتوسط. وفي مستهل كلمته أكد السيد طاهر صيود (خبير دولي لدى المعهد) على ضرورة التعاون بين الشمال والجنوب وضرورة التفكير في الحد من ظاهرة الهجرة السرية وما يمكن أن تطرحه عموما من مشاكل. وللخروج من هذه الاشكاليات اقترح المتحدث خارطة عمل تضم 5 نقاط أساسية. تعلقت الأولى بتحسين التعاون الاقتصادي والنهوض بالتنمية وتنمية المبادلات التجارية وتدعيم البعد الاجتماعي والاقتصادي للحد من الهجرة غير الشرعية وايجاد السبل لتحسين التنمية التشاركية بين بلدان المتوسط. ودعا الخبير الى تسهيل الهجرة بين البلدان والتحكم في اجراءاتها. وأكد المتحدث على ضرورة محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وذلك بالضرب على يد من يستغلون الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين غير الشرعيين. كما كان البعد الأمني حاضرا في مداخلة السيد طاهر صيود الذي حث على أهمية خلق ميكانيزمات لتمويل أنشطة التعاون في ميدان القضاء والأمن الحدودي مع ضرورة ايجاد إطار لمتابعة المؤسسات ومراقبتها. أي هجرة نريد...؟ وفي مداخلة خاصة بمنظمة الهجرة الدولية قالت السيدة فيدورا كاسباريتي «إن عالم اليوم يعيش تحت ضغط كبير على مستوى الهجرة الخارجية». وأكدت المتحدثة باسم المنظمة أن الهجرة من بلدان المغرب العربي تتزايد بشكل ملحوظ وذلك تحت تأثير العوامل الاقتصادية. وتحدثت السيدة كاسباريتي عن أهمية الهجرة، معتبرة إياها مصدرا هاما للرزق للمهاجرين الذين خيروا مغادرة بلدانهم كنتيجة للضغوط الاقتصادية المسلطة عليهم. واعتبرت المتدخلة أن تونس حققت أشواطا ملحوظة في مجال التنمية والتنظيم العائلي وسجلت تقدما على المستوى العالمي إلا أن بطالة الشباب تبقى الشغل الشاغل على المستوى الوطني، لا سيما أن البرامج المرصودة لتجاوز هذه الظاهرة الاجتماعية شكلت منطلقا حقيقيا للحد من الهجرة السرية لهذه الفئة والتي تعتقد أحيانا أن ذاتها لا تتحقق إلا من خلال مغادرة أوطانها والبحث عن أماكن أخرى للرزق. وتتواصل فعاليات الندوة الدولية اليوم السبت 21 نوفمبر وستتناول خلال حصتها الصباحية قيم المشاركة بالمتوسط ومسألة الاندماج فيه.