أعلن مسؤولون أمريكيون وأفغان مقتل زعيم تنظيم "داعش" في أفغانستان الذي يعتقد أنه خطط لعدد من العمليات الكبيرة بينها هجوم على مستشفى عسكري أسفر عن سقوط خمسين قتيلا على الأقل. وقال بيان من القصر الرئاسي في أفغانستان أن عبد الحسيب الذي ترتبط جماعته بتنظيم "داعش" الذي يسيطر على أراض في سوريا والعراق، قتل الشهر الماضي في عملية نفذتها القوات الخاصة في ننغارهار. وأشار البيان إلى أن القائد المتطرف كان "أمر بتنفيذ الهجوم على مستشفى يضم 400 سرير في كابول وتسبب في وفاة وإصابة عدد من مواطنينا". وأضاف أن "الحكومة الأفغانية ملتزمة مواصلة عملياتها ضد داعش ومجموعات إرهابية أخرى إلى أن تتم تصفيتها". من جهته، حذر قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال جون نيكلسون من أن "أي عضو في تنظيم داعش يأتي إلى أفغانستان سيلقى المصير نفسه". وتمكن فرع تنظيم "داعش" في افغانستان الذي ظهر للمرة الأولى في 2015، من السيطرة على مناطق واسعة في ولايتي ننغارهار وكونار قرب الحدود الباكستانية. إلا أن العمليات ضد حركة طالبان طغت على دور التنظيم المتطرف في النزاع الأفغاني. وكانت المجموعة أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات الدامية، بينها تلك التي استهدفت أكبر مستشفى عسكري في أفغانستان في مارس عندما اجتاح مسلحون بثياب أطباء المرفق المحصن بشدة وألقوا القنابل على العنابر المكتظة. وتفيد إحصائيات القوات الأمريكية في أفغانستان أن عدد المقاتلين في صفوف تنظيم "داعش" بلغ ذروته بوجود بين 2500 و3000 عنصر إلا أن الانشقاقات والخسائر الأخيرة أدت إلى تقلص عددهم إلى 800 عنصر على الأكثر. والشهر الماضي، ألقت الولاياتالمتحدة أكبر قنابلها غير النووية على مخابئ للمجموعة الجهادية في شرق أفغانستان، في خطوة أحدثت هزة حول العام. وأدت قنبلة "العصف الهوائي الجسيم" من طراز "جي بي يو-43/بي" والمعروفة باسم "أم القنابل" إلى مقتل 95 جهاديا على الأقل، وفقا لما ذكرت وزارة الدفاع الأفغانية. وبعد ما استمروا بخفض عدد القوات الأمريكية منذ 2011، يقول قادة الجيش الأميركي إن عليهم زيادة أعداد جنودهم على الأرض بهدف دعم القوات الأفغانية ومساعدتها على استعادة أراض استولت عليها طالبان، والتي تعد أكثر خطورة في أفغانستان من تنظيم "داعش". وقال مسؤول رفيع الخميس إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ستطلب من البيت الأبيض الأسبوع المقبل إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لقلب المعادلة في الحرب ضد طالبان. وتفيد تقارير إعلامية أمريكية أن البنتاغون سيطلب بين ثلاثة إلى خمسة آلاف جندي إضافي، تحديدا من أجل تقديم الاستشارة والتدريب للجيش والشرطة الافغانية. وتنشر الولاياتالمتحدة حاليا ما يقارب من 8400 جندي يقومون بدور استشاري إلى جانب خمسة آلاف آخرين تابعين لحلف شمال الأطلسي. وهذه الأرقام بعيدة بشكل كبير عن التواجد الأمريكي منذ نحو ستة أعوام عندما بلغ عدد الجنود أكثر من 100 ألف. ولا يزال الجيش الأفغاني يحاول جاهدا لتعويض الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية وسط تنامي نفوذ حركة طالبان. (وكالات)