اختتمت مساء الأحد في قصر العلوم بالمنستير الدورة الثانية من تظاهرة ربيع عشاق المالوف التي تواصلت من 5 إلى 7 ماي الجاري، تحت شعار "المالوف التونسي بين قدم الحداثة وحداثة القدم"، ببادرة من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وجمعية المعهد الرشيدي فرع المنستير. وفي تقييمه لهذه التجربة التونسية الجزائرية في مجال المالوف عبر الفنّان الجزائري عبد الرشيد السقني عن إعجابه بالانسجام بين المجموعات الموسيقية التونسية والجزائرية، مشيرا إلى أنّه قدم عديد الأغاني منها "حرمت بك نعاسي" و"علمي نوح". وذكر أنّ الوفد الجزائري ضم كذلك سمير بوكريدية المدير التقني ومحمّد الطاهر عياشي على آلة "الزُكْرَةْ " وعِزُو فَرَاحْ على آلة الطار. واعتبر مكرم الأنصاري قائد العرض ورئيس جمعية المعهد الرشيدي فرع المنستير أنّ العرض والتظاهرة إجمالا حققت نجاحا رغم المصاعب. وبين أن الجزائرين قدموا وصلة في طبع الزيدان وحاولوا تطريزها بوصلة في طبع الإصبعين من المالوف التونسي "حرمت فيك نعاسي" إلى ختم "حاسبونا فدققوا" باعتبار التقارب بين اللهجات التونسية والقسنطينية الجزائرية، مقدرا أنّهم وفقوا في ذلك. وثمن مراد التومي المدير الفني لكورال المالوف بسليمان مشاركة الفنّان الجزائري الكبير عبد الرشيد السقني، حيث قدم الإضافة خلال العرض، بنفس آخر وروح مغايرة رغم التشابه الموجود بين المالوف التونسي والجزائري. وأشار إلى أنّ أفراد كورال المالوف بسليمان قدموا خلال الصباح حفلا في ساحة الفنون بالمنستير يتميز بتجديد في الأفكار وفي صياغة تقسيم الكلمات حسب رؤيتهم الخاصة، معتبرا أنّ التجربة ناجحة جدّا ومثلت فرصة لتلاميذه للحضور مع عازفين وموسيقيين كبار. وذكر أسامة الهرماسي أستاذ موسيقى بالمعهد الجهوي للموسيقى بالقصرين أنّ ثمانية من تلاميذ المعهد شاركوا في الأداء الفردي وأنّ التجربة حققت لهم الإضافة معربا عن أملهم في أن يقع بعث فرع للمعهد الرشيدي في القصرين. واعتبر الهادي الموحلي رئيس جمعية المعهد الرشيدي الأمّ أنّ العرض الختامي فيه رمزية وعدّة معان إذ جمع بين الأطفال والشباب والمشايخ، وجمع بين مختلف الجهات التونسية عبر مشاركة المنستير وسوسة وصفاقس وسليمان والقصرين، كما أن له بعدا مغاربيا بمشاركة فنّانين من الجزائر. وذهب إلى أنّ هذا العرض يكذب أقوال الذين يدعون أنّ "المالوف كلاسيكي" بل أثبت أن المالوف في صعود وهو يمثل الهوية التونسية ولابّد لجميع محبيه أن يدافعوا عن هذا النمط الموسيقي. وأكد أنّ من أهداف الرشيدية بمختلف فروعها المحافظة على التراث الموسيقى التونسي وتطويره ونشره وإعطائه المكانة اللائقة به. وتم بمناسبة اختتام التظاهرة تكريم هالة بن سعد المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير السابقة وثلة من الفنّانين التونسيين والجزائرين. (وات)