اسدل الستار مساء اول امس بالمركب الثقافي بالمنستير على فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية المغاربية بعرض لفرقة «الغرناطية» من الجزائر. وكانت مدينة المنستير قد عاشت على امتداد ايام 13 و14 و15 ديسمبر الجاري على وقع نغمات وألحان الموسيقى الاندلسية زادها العرض المشترك التونسيالجزائري رونقا وانسجاما ، بالأنغام والنوبات والأغاني التي تميّز الموسيقى الأندلسية في بلدان المغرب العربي عن سواها. عرض افتتاح هذه الدورة التي نظمتها جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير بالتعاون مع المركب الثقافي بالمنستير وتحت رعاية ودعم المندوبية الجهوية للثقافة وبلدية المنستير ، كان تحت عنوان «مغاربيّات» وهوعرض مشترك تونسي جزائري سبق أن تمّ تقديمه في افتتاح مهرجان المنستير الدولي في دورته الأخيرة ، وأراد القائمون على مهرجان الموسيقى الأندلسية أن يعيدوا تقديمه ليأخذ حظّه من العرض حيث أكد الفنان محمود فريح أنّه عرض هام ويجب أن يُعرض أكثر من مرة وأضاف «لقد اشتغلنا لأسابيع من أجل الوصول إلى توليفة موسيقية تجمع النمطين التونسيوالجزائري في عرض مشترك شدّ إليه الجمهور ما جعلنا نفكر في إعادة عرضه، وهو ما حدث فعلا وسط حضور جماهيري كبير». واضاف فريح ان فكرة العرض جاءت بعد عديد اللقاءات والتبادل الفنّي بين الجمعيتين أي فرقة الشباب للموسيقى العربية بالمنستير وجمعية الغرناطية بالجزائر، حيث قام فريح بتلقين بعض من المالوف التونسي لمدة أسبوع في الجزائر، فيما أدى الفنان محمد الشريف سعودي زيارة للمنستير قام خلالها بتلقين المالوف الجزائري لأبناء فرقة الشباب، وبذلك كان هذا العرض ثمرة تعاون فنّي بين جمعيتين من أهمّ الجميعات التي تعمل على حماية المالوف والتراث الموسيقي في المغرب العربي وخاصة ذات الطابع الاندلسي . جولة بين درر المالوف التونسيوالجزائري العرض تضمّن عددا هاما من المقطوعات منها «حرمت بيك نعاسي» وهي من المالوف الجزائري، ونوبات مثل نوبة الخضراء من المالوف التونسي، ووصلات من المالوف الجزائري، فضلا عن نوبة الاصبعين ونوبة الزيدان في مراوحة بينهما مع اختلاف الموازين، كما تمّ تقديم بعض الأغاني من التراث الجزائري مثل «البارح كان في عمري عشرين» و«هي هي». وقد كانت السهرة الثانية من المهرجان مع عرض مغربي أمّنته جمعية هوّاة الموسيقى الأندلسية بالمغرب بمشاركة الفنان المغربي مروان حاجي وهو مطرب منشد مغربي .أما اختتام المهرجان فكان مع عرض لفرقة الغرناطية الجزائرية التي قدمت أشكالا من الموسيقى الأندلسية بمشاركة الفنانة ليلى بورسلي صاحبة الحضور الكبير في المشهد الموسيقي الجزائري وخاصة في مجال الموسيقى الأندلسية، وتمّ في ذات السهرة تكريم ضيوف تونس من الفنانين والمبدعين في المجال الموسيقي. وقد شهد المهرجان ايضا تنظيم ندوة فكرية حول «الموسيقى الاندلسية : أدب وفن وتربية» شارك فيها الدكتور عبد الله شريف الوزاني من المغرب والأستاذان سامي الزهاني ومحمد بوزقندة من تونس ، كما تم خلال اليوم الاول من فعاليات المهرجان افتتاح معرض لمسيرة جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير والفقيد البشير حرز الله مؤسسها مع تكريم لروح الاستاذ المرحوم زهير بالهاني .