قال الخبير الأمني علي الزرمديني في تصريح ل"الصباح نيوز" أن تنظيم "داعش" وجه ضربات قوية في عديد مناطق من العالم في المدة الأخيرة وأن خطره مازال قائما ودائما ومتواصلا. وأشار الزرمديني أن التفجيرات الأخيرة دليل على ان التنظيم قادر على مواصلة حرب الاستنزاف على اعتبار الخسائر الكبيرة في الهجمات العسكرية المنظمة في سرت وفي سوريا والعراق. وأكد الزرمديني أن حرب الاستنزاف التي يشنها التنظيم الإرهابي توجد علاماتها اليوم من خلال تنوع العمليات التي تأخذ شكل عمليات انتحارية واغتيالات وتفجيرات وهو تمشي أخير تعتمده هذه الجماعات لما تصاب بنكسات عسكرية في الحرب المباشرة والنظامية. وأردف الزرمديني، إلى أنه بالإضافة الى هذه الأسباب فإن هذه الفترة ترتبط بشهر رمضان وهو شهر الجهاد بالنسبة للجماعات الإرهابية والذين يسعون فيه لمزيد اثبات الذات من خلال شن مزيد عمليات الإرهابية في مناطق عديدة. وأشار الزرمديني أن حرب الاستنزاف التي يشنها التنظيم المتطرف تعتبر المرحلة الأصعب التي ستواجهها الجيوش النظامية. وأكد الزرمديني أن هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة والتي ستطول على اعتبار خصوصياتها على مستوى التعامل المباشر معهم إذ سيكون ذلك التعامل مع «أشباح»، إذ يعتمدون المباغتة والحيلة والمفاجأة في كل العمليات من خلال القيام بضربات موجهة والتخفي وهو ما يحصل حاليا في الموصل بالأساس وذلك لأنهم طوروا لأنفسهم غطاء يجعلهم يخوضون حرب عصابات تكلف الطرف المقابل خسائر فادحة وعلى سبيل المثال انهم حفروا أنفاق في الموصل يصلون عبرها الى موقع الهدف الذي ينشدون ومن ثم الانسحاب بسهولة وهذه الانفاق امتدت حتى لبعض المواقع العسكرية الراقية المحصنة. وأكد الزرمديني أن الانتصارات العسكرية التي تحققها الجيوش مهمة لكن ثبت انها لم تنه التنظيم بشكل نهائي. وأقر في هذا السياق أن هذا التنظيم لا تهمه خسائره البشرية بقدر ما يهمه ان يبقى موجودا على الساحة. وشدد الزرمديني أن هذا التنظيم له عقيدة التوسع تخول له وقت حصار في منطقة أن يفتح وجهات أخرى من خلال الخلايا النائمة التي يحركها التنظيم في كل مكان. كما أشار الزرمديني أن هذه المرحلة سيكون لها 3 أبعاد محددة وهي البعد نفسي والاعلامي وخاصة وجوده في كل مكان. وأكد الزرمديني أن التنظيم الإرهابي يخسر في المعركة بشكل مباشر، ولكنه يربح بالمقابل في معارك استنزاف، مشيرا في هذا السياق أن المعركة لا تتحدد بالنسبة للتنظيم بالمحيط الجغرافي فقط بل لتمددها لمواقع متعددة من العالم وهذا ما يحصل الآن من الضربات المنتشرة في كل مكان في آسيا إلى أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط وغيرها.