أكد وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني، استعداد الوزارة لتوفير المعلومة في الوقت المناسب وبالدقة المطلوبة لفائدة مختلف وسائل الإعلام، داعيا إياهم في المقابل، إلى تفهم الاجراءات الاحتياطية المتعلقة بالحفاظ على معنويات العسكريين وبسرية العمليات العسكرية لضمان نجاحها. ولاحظ الحرشاني، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة، بمناسبة اختتام أشغال دورة خاصة نظمها معهد الدفاع الوطني، لفائدة رؤساء تحرير مختلف وسائل الاعلام الوطنية والجهوية، أن علاقة الإعلام بالمؤسسة العسكرية تطرح إشكالية تتعلق بكيفية تحقيق المعادلة بين احترام حق الإعلام في النفاذ إلى المعلومة لإنارة الرأي العام، ومراعاة خصوصية المؤسسة العسكرية من حيث العمليات العسكرية والامنية، مثمنا وجود إرادة حقيقية وعزم من جميع الأطراف على إيجاد أرضية عمل تكون منطلقا لكل طرف دون الإضرار بالطرف المقابل. وأعرب عن ثقته، في أن حصيلة هذه التجربة ستفضي حتما إلى اختيار نموذج تونسي بحت في التعاطي الإعلامي مع الأحداث، يكون محل تقدير من قبل الهيئات الوطنية والدولية المختصة في المجال، ويحترم في الوقت ذاته الضوابط العسكرية وحق المواطن في النفاذ إلى المعلومة، معتبرا أن ورشات العمل المتعددة والأيام الدراسية التي تنظمها الهياكل ذات الصلة، ساهمت في تحقيق تحسن على مستوى أداء وسائل الإعلام وتعاطيهم مع الأحداث الأمنية، رغم تسجيل تجاوزات في بعض الأحيان. وفي حديثه عن الكتاب الابيض للامن والدفاع، الذي تنكب الوزارة على إعداده، أبرز الحرشاني أهمية الدور الموكول للإعلام للمساهمة في إثراء مشروع هذا الكتاب وتجسيم مضامينه على أرض الواقع، مما يستوجب وفق تقديره إعداد استراتيجية في الغرض تقوم على جملة من العناصر، من أبرزها وضع خطة اتصالية ترتكز بالأساس على تنسيق السياسات الإعلامية بين وسائل الاعلام المختلفة فيما يتعلق بالارهاب والأمن القومي عموما، ووضع إطار مرجعي وضوابط للتعامل الاعلامي مع المسائل الأمنية كالإرهاب. وأضاف أن هذه السياسة الاتصالية، تقوم أيضا على تكثيف التكوين والتدريب على كيفية التعامل مع المسائل الامنية وإدارة الإعلام والاتصال الازماتي، واجتناب السبق الصحفي لتحقيق الربح والسعي وراء الإشهار على حساب المصلحة العليا للوطن وأمنه القومي، إضافة إلى ضرورة العودة إلى المصادر الرسمية وتقديم خطاب مضمونه الأمل في المستقبل وحتمية الانتصار على الارهابيين لرفع الروح المعنوية للمواطنين. من جهته، صرح العميد محمد الناصر الزار، مدير معهد الدفاع الوطني، بأن هذه الدورة الاستثنائية التي نظمها المعهد لفائدة ممثلين عن مختلف وسائل الاعلام، كانت فرصة لإثراء معارفهم حول القوات المسلحة من حيث الهيكلة والتنظيم والمهام، إضافة إلى كيفية تخطيط العمليات وتنفيذها برا وبحرا وجوا وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب. ومكنت هذه الدورة المشاركين فيها من تعميق الحوار حول التهديدات التي تواجهها البلاد وتداعياتها على الامن والاستقرار، وما يتطلبه من جهد على مستوى المؤسسة العسكرية من حيث الرفع في الجاهزية العملياتية للافراد، واقتناء المعدات والتجهيزات الخصوصية ورصد الموارد المالية الضرورية، إضافة إلى تقديم قراءة جغراسياسية للواقع الاقليمي والدولي وانعكاساته على أمن تونس وكيفية إدارة الإعلام خلال الأزمات. وتضمن برنامج هذه الدورة الاستثنائية، جلسة عمل مع لجنة صياغة تقرير الدورة الوطنية الحالية للمعهد الوطني للدفاع، المكلفة بإنجاز مشروع كتاب أبيض للدفاع والأمن، إضافة إلى تنظيم زيارة ميدانية إلى الفوج 13 مشاة ميكانيكية بجندوبة، أين اطلع المشاركون على تنظيم هذه الوحدة وتجهيزها وحضور تمرين ميداني في مجال مكافحة الإرهاب. يذكر أن وزارة الدفاع الوطني نظمت للسنة الثانية على التوالي، دورة خاصة بمعهد الدفاع الوطني من 31 ماي إلى 9 جوان الجاري، موجهة لفائدة 23 صحفيا يمثلون وسائل الإعلام المختلفة. وتم خلال هذه الدورة تقديم العديد من المداخلات حول مواضيع مختلفة، من بينها التعريف بوكالة الاستخبارات والامن للدفاع وإدارة الإعلام أثناء الأزمات ومشروع الكتاب الأبيض للأمن والدفاع.