- توقف نشاط الشركات له انعكاسات وخيمة على آبار النفط في إطار مخرجات لاعتصام الكامور الذي طال أكثر من اللزوم، ولم يقع التوصل إلى حلول تخدم جميع الأطراف تعددت المبادرات خاصة منها الصادرة عن أهالي تطاوين والتي تقودها مجموعة من الشبان وكذلك العقلاء لحلحلة الوضع وإيجاد أرضية تقارب بين مطالب المعتصمين حتى يعود النشاط بالنسبة إلى شركات النفط وتعود الأمور إلى نصابها.. وفي إطار تقريب وجهات النظر واستعداد الحكومة بدورها لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف تعددت تدخلات الاتحاد العام التونسي للشغل، ومثلما أشرنا إلى ذلك على أعمدة العدد الأخير من "الصباح الأسبوعي" جاءت مبادرة أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي من أجل فتح باب التفاوض بين المعتصمين والحكومة في إطار التناغم مع موقف الاتحاد من الأحداث منذ بدايتها، وعن هذه المبادرة التي بدأت تجد صدى بين المعتصمين وأهالي الجهة قال نور الدين الطبوبي في اتصال مع "الصباح الأسبوعي" "... الأهالي وعدة أطراف أخرى طلبوا مني التدخل، ونحن كمنظمة عريقة مدعوون إلى المساهمة في تقريب وجهات النظر وحلحلة الأوضاع المستعصية كمنظمة هدفها الأساسي إيجاد التوازن الممكن والخروج بحلول تخدم جميع الأطراف لكن نجاعة تدخلنا مرتبطة بما ستقدمه الحكومة من مقترحات مقبولة يمكن أن تكون ضمانة لها وللمعتصمين وأهالي المنطقة ككل..". لابد من فض الإشكال قبل عيد الفطر ويرى أمين عام اتحاد الشغل أن المنظمة مسؤولة ولا يمكن أن تكون ضامنا إلا في حلول قابلة للتطبيق حيث قال نور الدين الطبوبي ل "الصباح الأسبوعي" ".. نحن في اتصال دائم بالمعتصمين لكن سقف المطالب عال وغير قابل للتطبيق.. هناك مسائل منطقية ونحن نريد حلولا واقعية بما يساعد على إيجاد مخرج، وكل ما نتمناه أن يحتفل الجميع بعيد الفطر في بيوتهم، فرغم أن الموضوع شائك لكن الحلحلة ممكنة وكذلك كل مقومات النجاح متوفرة لذلك حتى مقترحات الحكومة يجب أن تكون عملية وواقعية وقابلة للتطبيق". إشعاع مؤسسات تطاوين على محيطها ويؤكد النقابيون (رغم رفضهم لأحداث الاعتصام وتعطل الإنتاج وما بلغه الوضع من توتر) على مراعاتهم شرعية المطالب المرفوعة وعلى دفاعهم المبدئي عن حق الجهة في التنمية وحق العاطلين في الشغل الكريم واللائق لكن هل تكون المطالبة بالحقوق بغلق منابع الإنتاج وتعطيله مما يزيد في عدد العاطلين ويساهم في حدة التوتر..؟ هنا يقول أمين عام اتحاد الشغل ".. لا ننكر الحيف الاجتماعي الذي تعيشه الجهة.. هي محرومة من كل شيء وتقدم فيها جميع مرافق العيش الكريم وبالتالي من حق أهالي الجهة المطالبة بتمييز ايجابي، إذ على المؤسسات المنتصبة هناك أن تكون مشعة على محيطها بيئيا واجتماعيا... لكن المطالب يلزمها الكثير من الواقعية وعقلانية كبيرة، فالخزانات توقفت والشركات علقت نشاطها وهذا له انعكاسات سلبية ومخاطر على الآبار الموجودة في تطاوين وعلينا أن نعي هذه المخاطر.. ولهذه الأسباب جميعنا مطالب بإيجاد حل لكن هناك خط أحمر لا بد أن نعيه جميعا وهو أن كل ثروة متوفرة بمنطقة ما هي ملك لكل التونسيين وليس لأطراف معينة".. الاتحاد منطلق في مبادرته رغم كل الظروف والمعوقات والمزايدات التي تظهر من حين إلى آخر لأن هناك أطراف لا ترتضي عودة الأمور إلى نصابها لغايات سياسوية وانتخابية وغيرها. عبد الوهاب الحاج علي