أكد مصطفى عبد الكبير الأمين العام ل"الهيئة المغاربية للسلم والمصالحة" أن نجل الزعيم الليبي السابق، سيف الإسلام القذافي، لم يطلب اللجوء إلى أي بلد، مشيراً إلى أنه لا يستطيع الخروج من ليبيا لكونه ما زال مطلوباً لدى المحكمة الجنائية الدولية. كما توقع حدوث خلاف قريب بين سيف الإسلام والجنرال خليفة حفتر وخاصة في حال استطاع القذافي تجميع عدد من القبائل الليبية حوله، متسائلاً عن دوره في حماية البلاد من التقسيم مستقبلاً. وقال في حوار خاص مع "القدس العربي": "أود، بداية، أن أنفي بشكل قاطع قيام سيف الإسلام القذافي بتقديم طلب لجوء إلى أي بلد وهذا الأمر غير مطروح لديه طلاقاً، وهذه المعلومات المؤكدة استقيتها من أطراف داخل ليبيا مقربة من القذافي، كما أن سيف الإسلام ما زال مطلوباً لدى المحكمة الجنائية، حيث لم يصدر أي قرار عن الحكمة الدولية حتى الآن يقضي بوقف تتبعه قضائياً، ولذلك بمجرد مغادرته لبلاده سيتم القبض عليه". وأضاف "لا بد من الإِشارة إلى أن الإفراج عن نجل الزعيم الليبي هو مجرد "توسيع" لمجال حركته فقط أي أنه يشبه إلى حد كبير الإقامة الجبرية، فهو تم وفق قانون العفو الصادر بحقه داخل ليبيا فقط ولذلك فهو مسموح له التحرك داخل بلاده (ضمن حراسة مشددة لحمايته) وممارسة نشاطه كأي مواطن ليبي، ولكنه لا يمكن حالياً المغادرة إلى أي بلد آخر، وأشير هنا إلى أنه سبق قرار الإفراج عنه، زيارة سفيرة فرنسا في ليبيا إلى مدينة الزنتان وتحركات داخل الأطراف الليبية (في إشارة إلى وجود صفقة ما خلف إطلاقه)". وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن سيف الإسلام القذافي تقدّم بطلب لجوء سياسي إلى عدد من الدول من بينها تونس والجزائر ومصر بعد أيام من الإفراج عنه من قبل كتيبة "أبو بكر الصديق" في مدينة الزنتان، فيما فندت السفارة الفرنسية في ليبيا ما تناقلته بعض المصادر حول قيام فرنسا بوساطة للإفراج عنه، مؤكدة أنها مجرد اشاعات لا أساس لها من الصحة. وحول المستقبل السياسي لسيف الإسلامي القذافي وعلاقته بقائد الجيش الجنرال خليفة حفتر، قال عبد الكبير "سيف الإسلام يمثل طيفاً سياسياً كبيراً قد يتحول لاحقاً إلى مشروع سياسي، هو حاليا لديه توافقات كبيرة مع حفتر، ولكن، ثمة خلاف سينشب بينهما مستقبلاً لأن هناك شقاً كبيراً من مؤيدي سيف الإسلام لديه تحفظات عديدة على دور خليفة حفتر في ليبيا". وأضاف "«سيف الإسلام سيعمل لاحقاً على تجميع أكبر عدد ممكن من القبائل التي ينتمي لها والموالية له في الشرق والجنوب باتجاه المنطقة الوسطى ومن ثم الجهة الغربية، كم سيستفيد القذافي الابن من دعم طيف واسع من السلفية العلمية وهي تدين لسيف الإسلام بأنه أعاد عدداً كبيراً من رموزها ومكنهم من العيش بحرية داخل ليبيا في فترة ما في السنوات الأخيرة من عهد والده القذافي"، متسائلاً عن استطاعة سيف الإسلام القيام ب"دور ريادي في الحفاظ على وحدة ليبيا وحمايتها من مخاطر التقسيم والأجندات التي تنادي بالفيدراليات والتقسيم". يُذكر أن عائلة الزعيم الليبي السابق معمّر القذّافي أعلنت مؤخراً دعمها لقائد الجيش الجنرال خليفة حفتر، مبدية رغبتها في العودة إلى البلاد في حال نجح حفتر في الوصول إلى الحكم، وهو ما دعا بعض المراقبين للحديث عن وجود صفقة بين الطرفين لتقاسم السلطة في المستقبل.(القدس العربي)