تنظر الأسبوع القادم الدائرة المختصة في قضايا الإرهاب في قضية حادثة الإعتداء الإرهابي الذي استهدف متحف باردو. وقد كانت الأبحاث والتحقيقات في القضية كشفت تورط عدد من المتهمين بينهم مجاز في الاقتصاد المالي والبنكي. ويقول المتهم "م ن" خلال الأبحاث والتحقيقات أنه بحكم رغبته في اعداد مرحلة الدكتوراه في السياسة المالية الإسلامية أصبح يدرس بإحدى المدارس القرآنية وتردد على مسجدين بالحي الذي يقطن فيه بالعاصمة وهما مسجدي الغفران والسلام وهناك التقى بالارهابي شمس الدين السندي فتطرق معه إلى مسألة الجهاد في سوريا. وقد حثه السندي على السفر الى سوريا هذا فضلا على تاثره بالخطب الدينية المحرضة على الجهاد في سوريا وهو ما دفعه إلى التفكير جديا في الأمر ثم عرض على شمس الدين السندي ترتيب إجراءات سفره إلى سوريا و في أحد أيام شهر نوفمبر 2013 طلب منه السندي إحضار جواز سفره ومبلغ مالي، وحدد تاريخ سفره الى سوريا مؤكدا له أن السفر سيكون عبر ليبيا. وبالفعل انتقل والسندي وشخص ثالث إلى جهة بنقردان وتم ايوائهم بإحدى المحلات. وبعد يومين حلت سيارة نوع "ديماكس" نقلتهم عبر المسالك الصحراوية إلى ليبيا وتوجهوا إلى مدينة درنة أين تم ايوائهم بمعسكر تابع لأنصار الشريعة ومكثوا قرابة الشهر وبعد ذلك تلقوا تدريبات عسكرية دامت ثلاثة أسابيع تعلموا خلالها كيفية استعمال سلاح "الكلاشينكوف" ومسدس "البريتا" وسلاح "البيكا" وكيفية صنع المتفجرات. يقول أيضا أن أغلب الذين التقاهم بالمعسكر كانوا تونسيين، مشيرا أنه تم التنبيه عليه وبقية المتواجدين بالمعسكر بضرورة استعمال الهواتف الذكية نوع سامسونجs2 وشددوا عليهم ضرورة إدخال التحديثات على نظام أندرويد. يقول أنه قبل عودته والسندي وأحد نظرائهما الآخرين إلى تونس أقبل عليهم شخص كان ملثما يكنّى بالشّيخ شك في أن يكون زعيم تنظيم أنصار الشريعة بتونس أبو عياض وألقى عليهم خطبة حثهم فيها على عدم السفر إلى سوريا وقال لهم أن تونس أولى بالجهاد وأخبرهم بأن هناك مشروع بتونس وتوعدّهم بالتّصفية الجسديّة وتصفية أفراد عائلتهم في صورة خيانة ثقته. وكشف "م ن" بأن الإرهابي شمس الدّين السّندي خضع إلى تقييم من طرف المجموعة التي أشرفت على تدريبهم بليبيا وتم اختيار السّندي للقيام بعمل إرهابي بتونس أما هو فتم اختياره لتقديم الدّعم اللّوجستي لأي مجموعة إرهابيّة تخطّط للقيام بعمل إرهابي بتونس يستهدف سواء السّفرات الأجنبيّة أوالسّياح أوالمؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة أو رجال السّياسة والإعلام. وفي أحد أيام شهر جانفي 2014 بعد عودته وشمس الدّين السّندي وأحد نظرائهما من ليبيا الى تونس طلب منه السّندي أن ينزل آخر التحديثات بثلاثة هواتف جوالة ستستعملها المجموعة الإرهابية التي استهدفت متحف باردو. وأضاف "م ن" أنه في شهر فيفري 2015 وبطلب من نظرائه توجه الى جامع الفتح في مناسبتين لأخذ كيس كان موجود ب"ميضة" الجامع يحتوي على مبلغ 3 آلاف دينار ليشتري بواسطته هواتف جوالة ويدخل عليها تحديثات تمكن نظرائه المتورطين في عملية باردو من التفصي من المراقبة الأمنية. وكشف "م ن" أيضا بأنه يوم 7 مارس 2015 وبطلب من أحد نظرائه الذي كان همزة وصل بينه وبين شمس الدين السندي توجه الى جامع الفتح لأخذ مبلغ 11 الف دينار من "ميضة "الجامع لشراء سيارة سيستغلها الإرهابيون المورطون في التخطيط لعملية باردو في التنقل مضيفا أنه قام بالمطلوب وبأنه سلم الهواتف الجوالة التي كلف بادخال تحديثات عليها تمكن من التفصّي من المراقبة الأمنية وهي خمسة هواتف جولة الى السندي لتسليمها الى بقية نظرائه المورطين في العملية لإستعمالها في التواصل فيما بينهم. وتابع أنه يوم 11 مارس 2015 اتصل به أحد نظرائه وبطلب من السندي وطلب منه رصد الباب الخارجي لمتحف باردو وأيضا أعوان الحراسة وعدد أجهزة الكاميرا المركّزة بالمتحف كما طلب منه مدّه بمعطيات تتعلق بمجلس نواب الشعب. يوم 11 مارس 2015 على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال لبّى الطلب ورصد تمركز الأجهزة الأمنية بالباب المؤدي للمتحف ورصد عدد أجهزة الكاميراوات المركّزة داخل المتحف كما طلب منه نظيره مده بمعطيات بخصوص الحافلات القريبة من الباب الرئيسي المؤدي للمتحف. مؤكدا أنه بعد حادثة باردو تيقن أنه قدم الدعم اللوجستي للسندي وبقية الإرهابيين المورطين في العملية وبأن السندي اتصل به هاتفيا بعد العملية وأخبره أنه متواجد في مكان آمن في اشارة الى ليبيا.