كشفت قضية الإعتداء الإرهابي على نزل "امبريال مرحبا" بسوسة أن الإرهابي مدبّر عمليتي باردو وسوسة سيف الدين السندي كان يصطاد ضحاياه من المساجد لإستقطابهم وقد نجح في استقطاب العديد من الشباب من منطقته بالعمران الأعلى على غرار تقني سامي في الإعلامية ..يدعى "م ع" الذي كان يحمل فكرا معتدلا ثم بعد تردده وإمامته لمسجد بالعمران الأعلى وتوطد العلاقة بينه وبين السندي أضحى يتبنى الفكر التكفيري الجهادي ويؤمن بضرورة اقامة دولة الخلافة وقد ساهم أيضا تردد المصلين الحاملين للفكر السلفي في تغذية الفكر المتطرف لدى "م ع" إدارة التوحّش بعد أن توطدت العلاقة بين "م ع" وسيف الدين السندي وأحد نظرائهما أصبحوا يتناقشون في عدة مواضيع تتعلّق أساسا بالمسائل العقائدية وتطبيق الشريعة الإسلامية وخاصة مسألة "الجهاد" في سوريا وكيف أن الأحاديث النبوية تبشر بعودة الخلافة وبأن منطلق الخلافة هي بلاد الشام وبأن جيش المهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ستقوم بينه وبين قوى "الكفر" حرب وبأن الحرب ستكون في سوريا وبعد الحرب سينزل سيدنا عيسى عليه السلام ويحكم بشريعة النبي "ص" . كل هذه الأحاديث كانت تدور بين "م ع" وسيف الدين السندي وأيضا في المسجد الذي كان يؤمه " م ع" بالعمران الأعلى. الإرهابي سيف الدين السندي اقترح على "م ع" مساعدته في انجاز مشروعه بتونس والمتمثل في القيام بإدارة التوحّش والغاية زعزعة الأنظمة الحاكمة بالمنطقة العربية عن طريق ضرب مصالحها الإقتصاديّة ومقرّات السّيادة على غرار الثكنات العسكريّة ومراكز الأمن والوزارات ثم تمكين التنظيمات الإرهابية التكفيرية من الدخول الى البلدان المستهدفة وخاصة البلاد التونسية والسيطرة عليها وذلك تمهيدا وسعيا لإقامة دولة الخلافة بالمنطقة العربية. كتاب إدارة التوحش يتطرق الى كيفية الإطاحة بالأنظمة وهزم الجيوش النظامية والطرق المستعملة في ذلك مثل حرب العصابات والإغتيالات السياسية والدعاية السياسية وهذه الطرق تم استيفاءها من تجارب حروب الفيتنام والحروب الأهلية بكوبا وسربيا والبوسنة والهرسك. اطلع "م ع" على كتاب ادارة التوحش واقتنع بفكرة سيف الدين السندي وهي أن "الجهاد" فرض على كل مسلم. نزل قبالة الداخلية ومراكز أمنية في 2015 اتصل الإرهابي سيف الدين السندي ب"م ع" وطلب منه مساعدته في رصد مواقع حساسة عن طريق محرك البحث "غوغل" منها مركز حرس وطني بحي التضامن ومركز الحرس الوطني بدوار هيشر ومنطقة الحرس الوطني بالمنيهلة كما طلب السندي من "م ع" تحديد المسالك المؤدية الى المراكز الأمنية المذكورة فاستجاب لطلبه ورصد تلك الأهداف عبر "غوغل" وحدّد المراكز الأمنية المستهدفة والطرق المؤدية اليها مستعملا حاسوبه ثم سجل تلك المعطيات بخزّان معلومات كما طلب سيف الدين السندي من "م ع" رصد هدف آخر عبر "غوغل ايرث" وهو نزل كائن قبالة وزارة الداخلية ثم طلب منه تعيين مسالك الهروب فرصد النزل وأنزل تلك المعطيات بخزان معلومات سلمه الى السندي. التخطيط لإستهداف بن سدرين وناشطة بالنداء لم تكن المراكز الأمنية والنزل وحدها الأهداف التي خطط لضربها سيف الدين السندي بل هنالك شخصيات معروفة. فقد طلب السندي من "م ع" توفير بعض المعلومات عن سهام بن سدرين بتحديد محل سكناها وتحركاتها وكل ذلك عبر الأنترنيت. كما طلب مدبّر عمليّتي باردو وسوسة أيضا من "م ع" مدّه بمعلومات عن ناشطة بحزب نداء تونس. استهداف فرع الماسونية بتونس كما خطط السندي لضرب منظّمة عالميّة ماسونية لها فرع بتونس وقد كلف "م ع" بمده ببعض المعلومات بخصوص مقر تلك المنظمة والناشطين فيها فولج "م ع" الى شبكة الأنترنيت وتمكن من معرفة الموقع الرسمي لتلك المنظمة ومكن السندي من هوية بعض منخرطيها. ومن بين الأهداف الأخرى التي كان الإرهابي سيف الدين السندي ينوي ضربها ثكنة بوشوشة. قبل عملية باردو بشهر واحد طلب السندي من نظيره "م ع" مدّه بصور المباني المحيطة بالمتحف عن طريق محرّك البحث "غوغل ايرث" فتولى "م ع" ترقيم مداخل ومخارج المتحف كما صوّر المباني المحيطة به من كل الجهات ثم قام بتنزيل تلك المعطيات بخازن معلومات وسلمه لسيف الدين السندي كما قام عبر محرّك "غوغل ايرث" من تحديد المسلك الرابط بين محول قصر السعيد القريب من ملعب الملعب التونسي الى مدخل المتحف ذهابا وإيابا وخزن تلك المعطيات بخازن معلومات ثم سلمه للإرهابي سيف الدين السندي.