ألوان موسيقية مستمدة من التراث التونسي والمغاربي والشرقي فضلا عن إنتاجاتها الجديدة، ذلك ما قدمته الفنانة التونسية أسماء بن أحمد مساء أمس الاربعاء في سهرة من سهرات متحف قرطاج التي تقام بالتوازي مع عروض الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي. اختارت اسماء بن احمد لعرضها عنوان "غني للحياة" حيث حاولت من خلاله المرواحة بين الطابع الطربي والتراثي والعصري فأنشدت لفيروز ولكوكب الشرق واستحضرت التراث الموسيقي التونسي باغنية "حمة" التي لاقت رواجا لافتا بعد ان اصدرتها في البومها الاخير بتوزيع جديد كما قدمت مختارات للتراث المغاربي على غرار اغنية "وهران" وغنت للوطن ب"احب بلادي". ورغم سعيها لتقديم تنويعات غنائية من مختلف الضروب الموسيقية الا أن المضمون الفني لعرضها لم يكن متناغما مع عنوانه حيث بدا الارتباك الركحي واضحا على الفنانة اثناء آدائها لبعض الاغاني الطربية على عكس ما لاحظه جمهورها في مجال آدائها في حفل افتتاح مهرجان قرطاج الدولي وفي مشاركتها في حفل ذكرى انبعاث الجيش الوطني يوم 1 جويلية بالمسرح الاثري بقرطاج، على حد تصريحات عدد من متابعي العرض ل"وات". اسماء بن احمد كانت قد بينت في الندوة الصحفية التي عقدتها قبل تقديم عرضها انها أعدت لمسة كتابية ووجدانية لعرض "غني للحياة" ووعدت جمهورها بانتاجات واختيارات مدروسة تترجم ذاتها الفنية الا ان محتوى العرض يبدو انه لم يرتقي الي انتظارات الجمهور الذي لم يسجل تفاعلا لافتا مع آداء اسماء بن احمد. "غني للحياة" أرادت من خلاله الفنانة حسب ما كشفته في الندوة الصحفية تبليغ شحنة طاقة ايجابية للمتلقي لمواجهة ضغوطات الحياة اليومية وصعوباتها عبر نسجها لخط فني تتكامل فيه لمسة المبدع مع الايقاعات والكلمات المنتقاة الا ان ما قدمته اسماء بن احمد بدا جليا بعيدا عن انتظارات الجمهور الذي اقبل بعدد محترم لاكتشاف برنامجها الغنائي. ولئن غنت اسماء بن احمد بقدر عال من الاحساس والحب وحاولت التغلب على ارتباكها في الركح الا انه لم تنجح نسبيا في تحريك سواكن الحاضرين رغم جودة التقنيات الصوتية والضوئية المتوفرة على منصة العرض. صوتها الجميل وتألقها اللافت مؤخرا لم يرتق في عرض "غني للحياة" لوضع الجمهور في حضرة الانتشاء بالنغم الاصيل والزمن الجميل، وعلى غير العادة لم يكن آداء أسماء بن أحمد عاليا كما عهده جمهورها في مختلف المناسبات الفنية التي جمعتها بها. ويذكر أن الفنانة أسماء بن أحمد من بين الأصوات التونسية الشابة التي فرضت بصمتها الغنائية على الساحة الفنية في الفترة الأخيرة خاصة بعد تميزها في آداء الأغاني التراثية والطربية وأغاني جينيريك عدد من المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة التونسية التي سجلت نسب مشاهدة عالية على الفضائيات التونسية.