كشفت التحقيقات الأوليّة للاستخبارات العسكريّة الجزائرية مع عناصر خلية تابعة لتنظيم «داعش» الارهابي ، تم اعتقالهم في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن صلات بخلايا نائمة موالية للتنظيم تنتظر التعليمات لتنفيذ عمليات استعراضية في العاصمة الجزائرية. وكشفت تحقيقات الجيش الجزائري وجود روابط بين الخليّة، التي تم تفكيكها بمحافظة تيبازة غربي العاصمة الأربعاء، وخلية أخرى فكّكت في نفس المحافظة العام الماضي وخليّة ثالثة نفذت هجوما على حاجز أمني للدرك الوطني جنوبي العاصمة في يونيو الماضي. وقالت السلطات الجزائرية إن محمد ياسين أقنوش الرأس المدبّرة للمجموعة المكوّنة للخليّة الأخيرة، والفرنسي من أصول جزائرية، على صلة بأميدي كوليبالي مدبّر ومنفذ عملية احتجاز رهائن في متجر يهودي بفرنسا في جانفي 2015، والذي قضى في نفس العملية برصاص الأمن الفرنسي. وقالت مصادر أمنية بأن الخليّة كانت تخطط لتنفيذ عمليات في العاصمة تستهدف مقرات مؤسسات حكومية وضواحي وإقامات موظفين كبار في الدولة ومسؤولين أمنيين وعسكريين. وقالت مصادر محلية بأن أقنوش "محكوم عليه بالسجن 8 سنوات بفرنسا، في قضية التخطيط لاعتداء في سوق في ستراسبورغ". كما أثبتت تحقيقات فرنسية "صلة وثيقة لأقنوش بهجمات دموية طالت رعايا أجانب في دول أوروبية". ويرى مراقبون أن الامتداد المحتمل للخلايا النائمة في محيط العاصمة الجزائرية يمثّل تطوّرا غير مسبوق، حيث لم تكشف العمليات العسكرية والاستخباراتية السابقة عن وجود روابط بين الخلايا التي وقع تفكيكها وبين خلايا أخرى ناشطة. وأكد متابعون أن كل المجموعات التي قضى عليها الجيش الجزائري عملت عناصرها بشكل انفرادي بما فيها نواة "جند الخلافة" التي قضت عليها السلطات في 2015 بمنطقة القبائل شمال شرقي الجزائر. وذكرت مصادر محلية بأن "قوات الأمن اقتحمت شقة أقنوش بعين تاقورايت، حيث استقر منذ سنتين بعد سنوات من التنقل بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وعثرت في كمبيوتره الخاص على عشرات الصور للمناطق المستهدفة". ومن بين الأماكن التي كانت الخليّة تخطط لتنفيذ هجمات عليها مركز صيفي الذي يتردد عليه مسؤولون أمنيون كبار وعائلاتهم، ويحتضن أيضا اجتماعات ونشاطات هامة. ويقول خبراء في المجال الأمني إن "فشل الخلايا التابعة لداعش في اقتحام العاصمة والمدن الكبرى على غرار قسنطينة وعنابة يعمّق المخاوف من تنامي الرغبة في الانتقام لدى خلاياه في الجزائر للرد على فشلها المستمر بتنفيذ أعمال دموية ذات نتائج وخيمة".