غنى للحب والحرية والحياة والأمل بعبق عطر فني مزج فيه بحرفية عالية بين موسيقى الروك والسول والجاز، النجم العالمي الايطالي «زوكيرو» كان صريحا مع جمهوره مساء أمس الخميس على ركح مسرح قرطاج الدولي وعبر عن مشاعره ومكامن عواطفه باختيارات موسيقية لأشهر أغانيه معلنا أنه «حط في عشه الطبيعي» ليتقاسم المتعة مع محبيه. زوكيرو الذي اكتسحت أغانيه أوروبا وأمريكا وغنى في أكبر المسارح في العالم وتجاوزت مبيعات اسطواناته 40 مليون نسخة، اعتلى ركح مسرح قرطاج مع فرقته ليحول الركح الى حلبة ألوان تتراقص فيها الايقاعات مع الكلمات ليعلو نغم البلوز والروك «قليل من السكر» و»الشيطان في داخلي يقول لي» و»من دون امرأة» و»اسودت الدنيا في عيني» التي تضمنت رسالة انسانية نبيلة أهداها الفنان لفاقدي البصر. بعنوان الجمال والذوق الرفيع تابع جمهور زوكيرو بتونس الذي حضر بأعداد محترمة، حفلا يمكن تصنيفه في أعلى سلم الجمالية والحرفية والعطاء، زوكيرو شارك جمهوره البهجة وكان سخيا في آدائه وراقيا في اختياراته ليؤكد من جديد جدارته بلقب النجم العالمي للروك والبلوز فهو من نجح في التوسع في اوروبا وامريكا واستراليا ومنطقة المتوسط ليصبح من كبار المشاهير. ليلة أمس لم يكن زوكيرو السوبر ستار فحسب بل تربع على عرش النجومية بامتياز وسط حضور لافت للجالية الايطالية بتونس، هتف لقرطاج ولتونس لأنه يعلم جيدا أن مسرح قرطاج لا يليق الا بالنجوم. أربعة عقود من الإنتاج والعطاء الفني بكل الألوان من الروك الايطالي والفانك الامريكي والغوسبيل الانقليزي الى اللحن العربي مع نجم الراي الجزائري الشاب مامي بأغنية «أنت هبة من السماء» التي أهداها زوكيرو لجمهوره مرددا معه كلماتها باللغة الايطالية بمعناها العربي «تأتي شمس جديدة في السماء لتنعش روحي، فأبكي وأتحسر على حبيبتي السماوية ثم أضحك وألعن». بدأ اسم زوكيرو في في البروز وهو شاب في منتجع «فورته دي مارمي» الارستقراطي على ضفاف البحر المتوسط وسط ايطاليا، سنة 1984 سافر إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث أصدر ألبوما مع فرقة «راندي جاكسون» الموسيقية وحقق نجاحا هاما باغنية «إمرأة»، ذاع صيت زوكيرو في أمريكا بمشاركته في حفلات كبار الفنانين على غرار «بول يونغ» و»ري تشالز» وواستمر في مشواره بالغناء مع «ستينغ» و»بافاروتي» و»بوتشيلي».