وسط حضور جماهيري مكثف اعتلت الفنانة الأمريكية نيكول سلاك جونز ركح مسرح الحمامات الدولي ليلة أول أمس بعد أن كانت أحيت حفلا متميزا في قسنطينة الجزائرية يوم3 جويلية الجاري في إطار مهرجان الجاز السنوي. فنانة تنحدر من عائلة فنية (والدها عازف على آلة السكسفون ووالدتها مغنية) وارتدادها الكنائس الخمسينية (نسبة إلى عيد الخمسين أو البانتكوت المسيحي) كان عاملا رئيسيا في صقل مواهبها الموسيقية وخاصة في مجال الأناشيد الروحية أو الجنائزية أو ما يسمى بالقوسبال. حرمت من موسيقى البلوز والساول والأيرنبي والبوب لأنها تمثل ذنبا يمس من هيبة الديانة المسيحية، وظلت تحلم بآداء هذه الأنماط على المسارح إلى أن وجدت ضالتها مع "ريمون ميليس" الموسيقي الأول في أورليونس الجديدة لتُدخل جماليات موسيقى القوسبال الدينية في الموسيقى الشعبية وتصبح في وقت وجيز صاحبة أربعمائة وخمسين عرضا عالميا. وقد بدأت جونز الغناء في سن مبكرة واشتركت في حفلات مع كبار النجوم مثل "ستيفي واندر" و"فاتس دومينو". حضور استثنائي الجمهور كان رائعا متحمسا وإيجابيا جدا ليلة أول أمس بمسرح الحمامات حيث رقص وغنى مع الفنانة الأمريكية نيكول سلاك جونز أشهر أغانيها المستمدة من ألبومها "الرجوع الى الجذور" فضلا عن أغنية "فيفر" لجيمس براون و"روك ستايدي" لأرتا فرونكلين. صوت رخيم ألهب الفضاء بمساحاته الشاسعة وعذوبته في آن.. ثم إنّ أول ما يتبادر إلى ذهن المستمع خلال الحفل أنه من الممكن ترشيحها للغناء الأوبرالي لما أبدته من قوة صوت وسهولة في الانتقال من "طبقة" إلى أخرى. من جهة أخرى شهد العرض أجواء هستيرية مع نيكول وسرعان ما تحول الفضاء إلى حلبة رقص تحت وقع أنغام موسيقى البلوز والساول والأيرنبي والبوب ومهارات العازفين (تسعة عناصر) على غرار عازف القيثارة "هيرفي صومب" والعازفة على آلة السكسفون "ناغيد ديما"، حيث لم يتمالك الكثير من الحاضرين أنفسهم وعاشوا "تخميرة" لا مثيل لها، وهو ما جعل الفنانة الأمريكية تستجيب في كل مرة لإعادة بعض المقاطع وكأنها تستمد طاقتها من الجمهور. وقد تميزت نيكول سلاك جونز بطرافتها وأسلوبها المرح في التعامل مع الجمهور حيث عمدت خلال أغلب ردهات العرض الى مخاطبته وإضفاء روح الدعابة على الحفل التي عودنا بها فنانو الساول والبلوز عامة.