سيصدر قريبا لرئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري كتابا يحمل عنوان "سجن المرناقية شهادة حية لسجين رأي زمن الديمقراطية" سيتطرق فيه الدردوري الى تجربته مع السجن والظواهر التي لمسها خلال تلك التجربة على غرار ظاهرة الشذوذ الجنسي ، المخدّرات والإستقطاب وعدة أشياء أخرى.. هذا ما أكده لنا الدردوري مشيرا أن تجربته مع السجن والتي قضى خلالها أربعة أشهر بسجن المرناقية تحديدا تجربة كشفت له العديد من الحقائق عن واقع السجون وسجن المرناقية نموذجا فداخل ذلك المجتمع الصغير توجد العديد من الظواهر السيئة على غرار ظاهرة الشذوذ الجنسي مضيفا أن ما لمسه في سجن المرناقية بالذات الذي يعتبر من أكبر السجون التونسية سواء كان ذلك من حيث البنية التحتية أو عدد النزلاء بين محكومين وموقوفين واقع مرير وصورة قاتمة تماما لولا بصيص من الأمل من خلال ما يبذله سواء الأعوان أو الإطارات السجنية أو الإطار الطبي بذات السجن. واضاف الدردوري أنه خلال فترة سجنه لمس انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي ولم يلمس ذلك فقط بل شهادات عديد السجناء أكدت له انتشار الشذوذ الجنسي بسجن المرناقية واصفا الأمر بالمقزز لأنه تعدّي كبير وفق قوله على حرمة الإنسان وكرامته وذاته البشرية. واعتبر أن تلك الظاهرة لم تنتشر من العدم بل هناك عدة أسباب ساهمت في تغذيتها وانتشارها داخل السجن على غرار الإكتظاظ، الذي يعتبر أكبر متسبب في انتشار تلك الظاهرة فضلا عن وجود حالات مرضية مضيفا أن هناك من يمارس الشذوذ الجنسي تحت الترهيب من بعض السجناء وهناك من يمارسه تحت تأثير "المرهوجة" بعد أن يقدمها له سجين آخر وهي أقراص مخدرة يتم رحيها ومزجها بالطعام، مضيفا أن من بين الأسباب الأخرى افتقاد بعض السجناء الى الروابط العائلية اذ تجد بعض السجناء صلتهم منقطعة بعائلاتهم فيضطرون الى ممارسة الشذوذ الجنسي بمقابل مادي. هذا فضلا من وجود سبب آخر وهو عامل الكبت الجنسي الذي يعيشه بعض السجناء. وأكد محدثنا أن ظاهرة الشذوذ الجنسي داخل سجن المرناقية لا تقتصر على نوعية معينة من المساجين مبينا أن طرحه لموضوع الشذوذ الجنسي داخل سجن المرناقية كنموذج الغاية منه تسليط الضوء على هذه الظاهرة ومعالجتها مشيرا أنه كان لديه اتصالات مع مسؤولين على رأسهم المدير العام للإدارة العامة للسجون والإصلاح للحديث معهم حول انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي داخل سجن المرناقية، وقد وجد آذانا صاغية وتجاوبا من المدير العام. وكشف لنا الدردوري بأنه داخل سجن المرناقية هناك غرفة مخصصة للشواذ هذا فضلا أنه كل سجين يتبين عند ايداعه السجن أنه متعود على ممارسة الشذوذ الجنسي يتم الحاقه بتلك الغرفة، مضيفا أن حالات الشذوذ الجنسي منتشرة في أغلب غرف المساجين بسجن المرناقية. وتابع محدّثنا في سياق متّصل أن لدى المنظّمة التونسية للأمن والمواطن تصور عملي قدمته الى المدير العام للسّجون لمجابهة هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الأخرى داخل السجن. وأكد محدثنا أن أعوان السجون واطاراته لا يتهاونون في اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد كل سجين يثبت تورطه في ممارسة الشذوذ الجنسي وفق ما يكفله القانون داخل السجن ويتم احالة ملفه الى القضاء. ولكن رغم المراقبة المشددة من قبل ادارة السجن لكن مثلما يقول المثل الشعبي " اللي يسرق يغلب اللي يحاحي" . وقال محدثنا أنه تطرق أيضا في كتابه الى ظاهرة أخرى بالسجن وهي ظاهرة الإستقطاب فضلا عن عدة مسائل أخرى كظاهرة المخدرات...كما تطرق في كتابه الى الصعوبات التي يعيشها اطارات واعوان السجون وما يتعرضون اليه من اعتداءات بالعنف المتكررة من قبل السجناء. وأشار أن السجناء اغلبهم يتحسرون على السنوات التي تلت الثورة باعتبار أنه كان هناك تسيب كبير داخل السجون وصل الى حد أن سجناء القضايا الإرهابية وسجناء الحق العام كانوا يؤدون صلاة الجماعة مع بعضهم وقد بلغه وفق قوله أن مستشارا بوزارة العدل كان يتحول خصيصا الى سجن المرناقية و يؤمهم. مثلما كان يفعل بعض شيوخ الفكر المتطرّف الذين كانوا يدخلون السجن بعلم وموافقة من وزير العدل وقتذاك ويلقون الخطب داخل السجن. مشيرا أن الهواتف الجوالة كانت متوفرة في تلك الفترة وأيضا الأنترنيت وهناك من المساجين من كان يتحوز على 3 هواتف جوالة. وختم قائلا بأن بعض المساجين عبّروا له خلال اقامته معهم بالسجن عن استغرابهم كيف ان هناك مساجين سياسيين سابقين لديهم تجربتهم مع السجن الا أنهم لم يتطرقوا الى واقع السجون.