تحتفل تونس، يوم غرة أكتوبر من كل سنة، وعلى غرار بقية البلدان، باليوم العالمي للمسنين الذي وضع هذا العام تحت الشعار نفسه الذي اختارته منظمة الصحة العالمية "معا من أجل تشيخ سليم" (Bien vieillir ensemble)، تأكيدا على أهمية الاعداد للتشيخ السليم وتثمينا لدور المسنين لدعم قدرتهم على العطاء والمساهمة في الحياة العائلية والاجتماعية والمهنية بإيجابية وفاعلية. وتؤكد التحولات الديمغرافية في تونس، وفق ورقة إعلامية صادرة عن إدرة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة تلقت "وات" نسخة منها، على أهمية الاستثمار في دعم صحة المسنين بما سيكون له عائدات اجتماعية واقتصادية كبيرة لفائدة المجتمع بأسره، اذ بلغت نسبة المسنين بتونس قرابة 11.7 بالمائة من مجموع السكان، حسب احصائيات المعهد الوطني للاحصاء لسنة 2014، وهي نسبة مرشحة الى ان ترتفع إلى 15 بالمائة سنة 2025، وإلى 19.8 بالمائة سنة 2029. وتشهد نسب الأمراض الأكثر انتشارا بين هذه الفئة المتنامية من السكان، والذين تبلغ اعمارهم 70 سنة فما فوق، ارتفاعا كبيرا مقارنة بالفئة العمرية 15 سنة فما فوق، وتتمثل هذه الامراض بالخصوص في اختلالات النظر وذلك بنسبة 84 بالمائة وارتفاع ضغط الدم الذي تبلغ نسبته 72.5 بالمائة والأمراض الروماتيزمية المزمنة بنسبة 42.2 بالمائة والسكري بنسبة 35.3 بالمائة وامراض العيون كالساد (مرض يصيب عدسة العين فيعتمها ويفقدها شفافيتها مما يسبب ضعفاً في البصر دون ألم) بنسبة 34.8 بالمائة. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، أعدّت وزارة الصحة )إدارة الرعاية الصحية الأساسية)، برنامجا يشمل بالخصوص تنظيم ورشة عمل، يوم 5 أكتوبر 2017، بمشاركة جميع الاطراف المتدخلة من مجتمع مدني وهياكل معنية من عديد القطاعات ومسنين، وذلك بهدف رسم مخطط عمل متعدد القطاعات للنهوض بصحة المسنين. وفضلا عن تنظيم حملة اعلامية، بالمناسبة، بمختلف وسائل الاعلام الوطنية، دعت الوزارة الهياكل الجهوية الصحية الى تنظيم يوم مفتوح وأنشطة تحسيسية في الغرض، وذلك بالتنسيق مع القطاعات الاخرى والجمعيات المدنية المعنية برعاية المسنين بالجهات. وقد مكنت مختلف الأنشطة والبرامج الوطنية الموجهة لفائدة المسنين، بحسب ما جاء في الوثيقة ذاتها، من تحقيق العديد من المكاسب التي ساعدت على ادماجهم ودعم امكانياتهم في المحيط الاجتماعي؛ ومن ذلك البرنامج الوطني لصحة المسنين منذ سنة 1995، الذي يهدف الى الحفاظ على استقلالية المسن والنهوض بجودة حياته على المستوى النفسي والبدني والاجتماعي. ويعتمد هذا البرنامج على إعطاء المرضى المسنين الأولوية على جميع المستويات التعهد الصحي والأهمية الخاصة ضمن البرامج الوطنية المتعلقة بالأمراض المزمنة وأمراض البصر والأمراض العقلية وتوفير الإطار الطبي لرعاية صحتهم، إضافة إلى توفير الهياكل الصحية الخصوصية على غرار وحدة طب الشيخوخة بمستشفى الحبيب ثامر والعيادة المتعددة الاختصاصات بمستشفى محمود الماطري. كما تم إدراج علوم وطب الشيخوخة في المناهج الدراسية لطلاب الطب والعاملين الصحيين، وأدرجت كليات الطب الاربع دورات دراسات عليا في طب الشيخوخة. وحرصت وزارة الصحة، بالتعاون مع عديد الجمعيات العاملة في هذا المجال، على توفير التدريب المستمرفي مجال رعاية المسنين للعاملين بالقطاع العام والخاص، علاوة على استفادة المسنين بالاجراءات الوقائية، المتمثلة في توفير التلاقيح المجانية ضد النزلة الوافدة، وتمتيعهم بالاجراءات العلاجية على غرار توفير العدسات بصفة مجانية لفائدة المسنين المعوزين المصابين بمرض بالساد.(وات)