تونس 28 سبتمبر 2010 (وات) - تحتفل تونس في الأول من أكتوبر 2010 باليوم العالمي للمسنين تحت شعار "هشاشة العظام عند المسن" تأكيدا لأهمية الوقاية من هذا المرض لدى كبار السن وتفاديا لمضاعفاته الخطيرة. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في سياق ما يحظى به المسنون من رعاية في تونس التي كانت احتفلت مع البلدان العربية ولأول مرة باليوم العربي للمسنين في 25 سبتمبر 2010 بناء على مقترح من السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية. وقد أقر الرئيس زين العابدين بن على منذ سنة 1995 وضع البرنامج الوطني لصحة المسنين الذي يهدف إلى تحسين نوعية الحياة عند هذه الشريحة والرفع من مؤمل الحياة عند الولادة دون إعاقة إضافة إلى الكشف المبكر عن الأمراض الأكثر انتشارا في أوساط المسنين ومتابعتها لاسيما وأنها أمراض متعددة ومزمنة تستوجب مراقبة دورية ومنتظمة. وفي إطار البرنامج الوطني لصحة المسنين تم إدراج موضوع هشاشة العظام كمحور أساسي في تكوين أطباء الصحة العمومية لتحسيسهم بأهمية الوقاية من هذا المرض والعمل على التقصي المبكر له قصد توجيه المريض والتكفل به لدى المختصين. ولملاءمة هياكل الصحة مع خصوصية الحالة الصحية للمسن أحدثت عيادة نهارية نموذجية متعددة الإختصاصات بمستشفى أريانة و وحدتين نموذجتين لطب الشيخوخة بكل من مستشفى الحبيب ثامر ومستشفى الرابطة على أن يتم تقييم جدواها وتعميمها تدريجيا. كما شهدت تونس إقرار عديد الإجراءات التنظيمية والتحسيسية، أبرزها إصدار منشور وزاري يعطي الأولية للمسنين في جميع مستويات العلاج، وتدعيم الاختصاص في طب وعلم الشيخوخة بإدماج مادة علم الشيخوخة بالمدارس العليا للصحة وبكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة إلى جانب إحداث شهادة عليا لطب الشيخوخة بكليات الطب بصفاقس وسوسة وتونس. وأنجزت الهياكل الصحية المختصة دليلا لأطباء للصحة العمومية وكتيبا للعموم حول الوقاية من السقوط لدى المسن الذي يمثل أهم مضاعفات هشاشة العظام. كما يتم بصفة متواصلة تنظيم ملتقيات وندوات علمية لتكوين ورسكلة أعوان الصحة بالإعتماد على وثائق بيداغوجية أنجزت للغرض ويعتبر التثقيف الصحي للمسن وعائلته دعامة هامة لهذا البرنامج الذي يركز على التحسيس بأهمية إتباع نمط عيش سليم وذلك بالإعتماد على وسائط تثقيفية تحسيسية وبتشريك مختلف وسائل الإعلام. وتضطلع العائلة والمحيط في هذا الصدد بدور أساسي في الإحاطة بالمسن وتوجيهه نحو أقوم سبل المحافظة على صحته وتلقي العلاج المناسب بصفة منتظمة عند الإقتضاء. واستعدادا للاحتفال باليوم العالمي للمسنين أعدت وزارة الصحة العمومية هذه السنة برنامجا ثريا من بين مكوناته ملف صحفي لتوزيعه على وسائل الإعلام الوطنية وإنجاز معلقة وتوزيعها على الجهات إضافة إلى تنظيم أيام مفتوحة بمراكز الصحة العمومية حول مختلف المواضيع الصحية الخاصة بالمسنين وهشاشة العظام وذلك من 25 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2010 . كما أعدت الوزارة حصصا إذاعية وتلفزية حول موضوع هشاشة العظام فضلا عن تنظيم ملتقى تحسيسي لفائدة أطباء الخطوط الأمامية حول الوقاية من هذا المرض لدى المسنين. وقد أبرزت دراسة أعدها المعهد الوطني للصحة العمومية سنة 2007 لدى النساء البالغات 50 سنة فما فوق أن 8 فاصل 8 بالمائة من النساء صرحن بإصابتهن بهشاشة العظام. وتشير دراسة أخرى أنجزها نفس المعهد خلال سنة 1995 إلى ارتفاع نسبة السقوط مع تزايد العمر إذ تقدر ب17 بالمائة للذين يتراوح سنهم بين 65 و 69 سنة و30 بالمائة للذين تجاوزوا 80 سنة. ويتعرض في كل سنة عديد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحوادث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط بينما يتعرض آخرون إلى تلف العظام في الظهر لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الإنحناء أو السعال. وتتمثل عوامل الإصابة بمرض هشاشة العظام في نقص الكالسيوم وفيتامين "د" والتدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين والكحول وقلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة فضلا عن تناول أدوية ومضادات التشنج وكذلك ارتفاع نشاط الغدة الدرقية والعوامل الوراثية. ويطلق تعبير هشاشة العظام على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام تتغير نوعيته مع تقدم العمر حيث تشبه العظام في الحالة الطبيعية قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات فتفقد العظام صلابتها وتصبح أكثر هشاشة تنكسر بمنتهى السهولة لاسيما على مستوى الورك والفخذ والساعد والعمود الفقري. ويأتي شعار هذه السنة لتحقيق العديد من الفوائد الصحية والنفسية كتحسين التوازن والمرونة وقوة التحمل والإعتماد على الذات باعتبار أن الوقاية من مرض هشاشة العظام تساعد المسن على الشعور بالإستقلالية وتدعم ثقته بنفسه وتوفر له فرصة ممارسة عديد الأنشطة البدنية والإجتماعية.