فازت فرقة مسرحية تونسية بجائزتين اثنتين في المهرجان الدولي للمسرح في مدينة سيدي قاسم الذي اختتمت دورته الثالثة في القاعة الكبرى للشباب. ويتعلق الأمر بفرقة «جبال الشمال للإنتاج» التي أحرزت على جائزة الإخراج والتمثيل إناث للفنانة وحيدة الدريدي عن مسرحية «SDF». تحكي المسرحية عن امرأة ورجل يعيشان على الرصيف، إنهما كائنان يلتقيان في مجتمع عقيم، فنانان كانا نجمين، انتهيا بانتهاء المعاني. أما جائزة التمثيل ذكور فكانت من نصيب الممثل المغربي محمد حراكة عن مشاركته في مسرحية «الباطوار» لفرقة محترف 21. وتدور المسرحية التي ألفها وأخرجها سعد الله عبد المجيد حول حكاية مسؤول كبير برفقة سائقه، يضيعان الطريق في البحث عن عرافة، يختبئان في كهف يطلق عليه أصحاب البادية «الباطوار»، يتلقيان امرأتين مشردتين هاربتين من قبضة العدالة. وآلت جائزة التأليف إلى المسرحية الإماراتية «صراخ الجثة» التي تتحدث عن الحروب في الوطن العربي عامة، مطلقة صرخة ضد قتل وسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن والعجزة من غير ذنب. المسرحية التي قدمتها فرقة «مسرح رحالة الإمارات» من تأليف بلال وهيب المصري وإعداد وإخراج عبد الله الجابري. وكانت جائزة السينوغرافيا من نصيب مسرحية «الباليزا» التي أداها الفنان عبد الفتاح أحمد صلاح ممثلا لهولاندا. وهي مسرحية عن رحلة مهاجر إلى أوربا بحثا عن العمل، مقاسيا في سبيل ذلك العديد من المحن. وتشكلت لجنة التحكيم من المخرج السينمائي والتلفزيوني الأردني رائد التميمي (رئيسا) والكاتب والإعلامي المغربي الطاهر الطويل (مقررا) والممثلة المغربية المهاجرة نوال عبد العزيز (مقررا). وقد قررت هذه اللجنة حجب الجائزة الكبرى للمهرجان، لعدم استيفاء أي عرض من العروض المشاركة في المهرجان العناصر المتكاملة للفرجة المسرحية بشكل إبداعي جيد. وشهد المهرجان أيضا مشاركة فرنسا بعمل يحمل عنوان «MAY BE» الذي يتحدث عن مآلات صداقة بين تلميذين، كما شاركت إسبانيا بمسرحية «nomeolvides solo» التي هي بوح نسائي في قالب راقص. واحتفت الدورة، التي أقيمت تحت شعار «الرأسمال اللامادي للثقافة والفن في خدمة التنمية»، بضيف الشرف الدكتور حسن المنيعي، باعتباره رائد البحث المسرحي في المغرب وصاحب أول أطروحة دكتوراه في هذا المجال بعنوان «أبحاث في المسرح المغربي». وألقى الطاهر الطويل شهادة في حق الدكتور المنيعي، مثنيا على إسهاماته الكبرى في إثراء المكتبة المغربية وفي تكوين الباحثين المختصين وتوجيه الفرق المسرحية بدراساته النقدية الرصينة. كما كرم المهرجان أحد أبرز رواد المسرح في مدينة سيدي قاسم، يتعلق الأمر بالفنان محمد بن ادريس اعبابة الذي قدم حوله الفنان عبد الخالق بلفقيه (أحد تلامذته) شهادة، متوقفا عند محطات من مسيرته الفنية، بدءا بالمشاركة في التدريب الوطني للمسرح بالمركز المغربي للأبحاث المسرحية «المعمورة»، ومرورا بمساهمته في تنشيط الحركة المسرحية وإخراجه للعديد من المسرحيات، وصولا إلى تكوينه لمجموعة من أبناء إقليم سيدي قاسم. وتضمن حفل الافتتاح الذي حضره عدد من مسؤولي الإقليم (يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر) فقرات فنية قدمتها فرقة تراثية محلية وأخرى من دولة الكونغو برازافيل، كما ساهم تلاميذ وتلميذات بعض المؤسسات التعليمية بلوحات فنية نالت إعجاب الحاضرين. وشاركت فرقة «دارنا داركم» بعرض مسرحي تحت عنوان «السويقة»، تولى إخراجه الفنان عبد اللطيف النحيلة. وضمن فعاليات الدورة، أقيمت أيضا ندوة فكرية في موضوع «الإبداع والإعلام البديل» شارك فيها الطاهر الطويل وأحمد الغزوي اللذان أبرزا أهمية الإعلام الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعية في خدمة الفنون وترويجها وتقييمها وخلق التفاعل بين الفنانين وجمهورهم. وأشرفت الممثلة المغربية نوال عبد العزيز على تأطير دورة تكوينية للشباب في مجال التمثيل. وفي تصريح صحافي، أبرز مدير المهرجان الفنان عبد الخالق بلفقيه أهمية هذا المهرجان في المساهمة في التنمية الشاملة بسيدي قاسم وإعادة الاعتبار لهذا الإقليم الزاخر بالمؤهلات والكفاءات في مختلف المجالات. (القدس العربي)