قالت قيادة العمليات المشتركة العراقية الجمعة إن القوات العراقية دخلت القائم إحدى آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشارك وحدات من الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والعشائر السنية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران في هجوم لاستعادة القائم وراوة الواقعتين على الحدود مع سوريا. ورحب التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن حملة جوية على الدولة الإسلامية في سورياوالعراق منذ 2014، بالعملية العسكرية وقال في بيان إن ما يقدر بنحو 1500 من مقاتلي الدولة الإسلامية لا يزالون في المنطقة المتاخمة للقائم. وتستمر العمليات العسكرية لتطهير آخر معاقل المتشددين في العراق رغم تقدم عسكري متزامن في الشمال في منطقة خاضعة للأكراد. النقطة الحدودية ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال، لتطويق التنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم. ودخلت القوات العراقية صباح الجمعة مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية وطيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن نومان عبدالزوبعي أن «قطعات الفرقة السابعة وعمليات الجزيرة وجهاز مكافحة الإرهاب بدأت باقتحام مركز مدينة القائم». وأشار ضابط برتبة مقدم أن القوات العراقية استعادت حي غزة، أول الأحياء الواقعة داخل مركز المدينة. وأفاد الإعلام الحربي التابع لقوات الحشد الشعبي عن «هروب عناصر داعش باتجاه البوكمال السورية، يضمنهم مقاتلين أجانب رافقوا عائلاتهم». وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي هجوماً ضد تنظيم الدولة الإسلامية لطرده من القائم، في عملية وصفها التحالف الدولي بأنها «آخر معركة كبيرة» ضد التنظيم. وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن «القوات العراقية تواصل تقدمها في القائم، وسط انهيار في صفوف الدواعش». وعن المدة الزمنية المتوقعة لحسم المعركة، أشار النعمان إلى أنه «لا يمكن تحديد الوقت بالأيام والساعات، ولكن المعركة ستكون سريعة والسيطرة ستكون أسهل برغم أنها منطقة صحراوية». وأضاف «أعتقد أن المعركة الآن ستكون أسهل من معركة تلعفر» التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها بعد 12 يوما من المعارك. إلى جانب القائم، ما زال تنظيم الدولة الإسلامية متواجد في بلدة راوة المحاذية ومناطق أخرى مجاورة لها على الحدود مع سوريا. الجيش السوري يسيطر على دير الزور وفي الضفة المقابلة فرض الجيش السوري سيطرته على كامل دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي تواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية، في هزيمة جديدة للجهاديين تزامنت مع تقدم القوات العراقية داخل مدينة القائم الحدودية، آخر أهم معاقلهم في العراق المجاور. وعلى وقع هجمات عدة، فقد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورياوالعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتي الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على حفنة من المناطق المتفرقة. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة. وبرغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على 35 في المئة من محافظة دير الزور، وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. كما لا يزال يسيطر على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويضع الجيش السوري، ومن معه من مقاتلين لبنانيين في حزب الله او أفغان وعراقيين وإيرانيين، نصب أعينهم مدينة البوكمال التي تقع على الجهة المقابلة من مدينة القائم في العراقية.