سُجّل في الفترة الأخيرة انتشار مرض "اللشمانيا الجلدية" في عدد من الجهات خاصة سيدي بوزيدوقفصة وتطاوين. وللاستفسار حول الموضوع، اتصلت "الصباح نيوز" برئيس مصلحة الاعلام والبرامج الصحية بالادارة الفرعية للصحة الأساسية بسيدي بوزيد رفيق النصيبي، خاصة وأن ولاية سيدي بوزيد تصدرت قائمة الولايات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض خلال الموسم الفارط أي بين جويلية 2015 وجوان 2016. وقال رفيق النصيبي ان «اللشمانيا» الجلدية، هي مرض جلدي حيواني المنشأ يظهر أساسا في فصل الخريف ويتمثل في ظهور حبوب أو بثور جلدية تدوم بين 3 و6 أشهر، ولا تستجيب للأدوية العادية كما أن الحالة تترك عند «البرء» «ندبة» دائمة، مشيرا إلى أن العدوى تقع أساسا في بداية فصل الخريف وتظهر علامات المرض عند الانسان بعد شهر أو شهرين. وفي نفس السياق، قال ان حلقة العدوى بها 3 عناصر تتمثل في: الخازن وهو نوع من القوارض «الفئران»، الناقل هو ذبابة الرمل «فليبوتوم» والوسيط أي الإنسان. كما أشار إلى أن الاسباب الأولية لانتشار هذا المرض يتمثل أساسا في وجود بيئة معينة تتمثل في نوع من الغذاء «حماضة» أو «حقول القمح أو السدرْ» يعيش فيها الخازن ويتكاثر فيها، وتقع فيها عملية النقل من قبل الذبابة وتتواجد أكثر عند وجود اسطبلات، كما أنه لا علاقة لها بالمياه الراكدة. وعن دواء مرض اللشمانيا الجلدية، قال انه يتمثل في دواء جلدي موضعي ويتم الحصول عليه دون مقابل مادي اذا تحول المصاب الى مراكز الصحة الاساسية التابعة لإدارة الرعاية الصحية الاساسية. عدد المصابين وفي نفس السياق، قال رفيق النصيبي: «نسجل سنويا (موسميا بين جويلية وجوان) في حدود ألف حالة إصابة جديدة عند الانسان في سيدي بوزيد، مثلا موسم 2013 /2014: 1059 حالة، موسم 2014 /2015: 1130 حالة، موسم 2015 /2016: 2692 حالة، موسم 2016 / 2017: 880 حالة، علما وانه في موسم 2004/2005 تم تسجيل 3324 حالة. كما قال النصيبي ان ولاية قفصة تصدرت خلال موسم 2016/2017، قائمة الولايات الأكثر إصابات مسجلة ب1200 حالة، تليها ولاية سيدي بوزيد بحوالي 900 حالة إصابة، مشيرا إلى أن ولاية سيدي بوزيد تصدرت الموسم الماضي القائمة ب2692 حالة تليها قفصة بحوالي 1200 حالة. وأشار إلى اختلاف عدد حالات الإصابات بالمرض بين المناطق التي يتواجد بها «الحماضة» أو «حقول القمح أو السدرْ» التي يعيش فيها الخازن ويتكاثر فيها، وبين المناطق البعيدة عنها. برنامج المكافحة وفيما يتعلق ببرنامج مكافحة مرض اللشمانيا الجلدية، قال رئيس مصلحة الاعلام والبرامج الصحية بالادارة الفرعية للصحة الأساسية بسيدي بوزيد رفيق النصيبي: «من هدفنا حماية المتساكنين من التعرض لهذا المرض عبر إزالة الغذاء الرئيسي للخازن عبر الحرث العميق لحقول القمح والسدر ويتم في شهر ماي من كل سنة بالتعاون مع وزارتي الفلاحة والداخلية». كما أشار إلى أهمية حملات التوعية والتحسيس حول التعريف بالمرض وطرق الوقاية من خلال مقاومة الخازن بهدم الجحور وازالة الغذاء الرئيسي ومقاومة الناقل عن طريق استعمال الناموسيات في النوافذ واستعمال المبيدات الحشرية المنزلية مع ضرورة توخي الحذر عند التواجد في المزارع أو الحدائق خلال مواسم انتشار المرض».