التونسية (تونس) أعلن المدير الجهوي للصحة في سيدى بوزيد محمد الزاهر أن عدد الاصابات بمرض اللشمانيا الجلدية أو ما يصطلح عليه أيضا باللشمانيوز مرشّح لتجاوز الألف حالة بعد تسجيل حالات كثيرة بمختلف المعتمديات في بداية الموسم الوبائي. «التونسية» بحثت في أسباب تفشّي هذا المرض ومدى قدرته على الانتشار في الأوساط التلمذية حيث أكد الدكتور محمد منصور المختص في الأمراض الجلدية أن مرض «اللشمانيوز» أو حبة الفأرة ينتج عن جرثومة مخزّنة في الفئران خاصة تلك التي تعيش في الأودية والمجاري والتراب وينتقل إلى الإنسان عبر الناموس وأنّ ذلك ما يؤدي إلى توسع مكان الإصابة التي تتحول إلى تقرحات غالبا ما تكون في الأماكن المكشوفة من جسم الانسان وهي الوجه واليدين والقدمين.مصدر التونسية أكد أن «اللشمانيوز» يتكاثر غالبا في نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء وأنّه مرض قديم في تونس غير أنه يعد من الأمراض المرتبطة بالفقر ويعود أساسا إلى قلة النظافة في الجسم والهندام والمحيط مشيرا إلى أن تدهور الوضع البيئي وتراكم الأوساخ التي تعشّش فيها الفئران والحشرات غالبا ما يكونان وراء ظهور هذا المرض الذي يصنف إلى صنفين وهما «اللشمانيوز» الجلدية التي تصيب الأعضاء الخارجية وهي غير خطيرة و«اللشمانيوز» التي تصيب الأعضاء الداخلية وهي خطيرة وتؤدي غالبا إلى وفاة الشخص المصاب ولكن حالاتها نادرة. الوقاية والعلاج وفي ما يتعلق بأشكال الوقاية من حبة الفأرة قال الدكتور منصور أن الوقاية يجب أن تكون بالمحافظة على نظافة الجسم والمحيط خاصة في المناطق القريبة من المجاري والمناطق الوسطية والجافة التي تعرف بتكاثر الفئران معتبرا أن مسؤولية النظافة في هذا المجال مشتركة بين المواطنين والبلديات ومؤسسات الفلاحة والصحة وذلك للقضاء تماما على البؤر التي يتوالد فيها هذا المرض. وفي ما يتعلق بالعلاج قال المصدر الطبي أن وزارة الصحة كانت منذ القديم تسخر الإمكانات لمعالجة حبة الفأرة مؤكدا على توفر العلاج في مراكز الصحة الأساسية خاصة بالمناطق الوسطية والجنوب، مشيرا إلى أن طول فترة العلاج التي تتراوح بين 3 و6 أشهر عادة ما تؤدي إلى ملل المصاب والتقصير في القضاء على المرض نهائيا وأن ذلك يسهّل عودة المرض للمصاب أو للمحيطين به. وبالنسبة لخطورة هذا المرض قال الدكتور منصور أن حبة الفأرة لا تصنف ضمن الأمراض الخطيرة لكنها مقلقة خاصة أن التقرحات التي يحدثها المرض غالبا ما تترك آثارا على جلد الإنسان تصعب إزالتها وأن ذلك يجعل مداواتها في المراحل الأولى أمرا مهما لتفادي اتساع رقعة التقرحات وبالتالي تفادي الآثار التي تخلفها خاصة في الوجه. ويشار إلى أن احصائيات وزارة الصحة أكدت تسجيل 112 حالة اصابة ب «اللشمانيوز» سنة 2012 وقال وزير الصحة عبد اللطيف المكي وقتها إنّ الدراسات الخاصة بإيجاد دواء فعال لمرض «اللشمانيوز» الجلدية أو ما يعرف بحبة الفأرة، تشهد تقدما ملحوظا مع الجانب الأمريكي وأن هناك أقساما في معهد باستور مختصة في هذا النوع من المرض . ويعتبر داء الليشمانيات مرضا شائعا جدا في العالم، على اختلاف انواعه، الباطنية والجلدية. وأكثر الأنواع انتشارا هو داء الليشمانيات الجلدي، والذي يعرف بالاسم الشعبي (Rose of Jericho)- داء الليشمانيات الجلدي. ويصيب داء الليشمانيات الجلدي الجلد ويؤدي الى ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحد منها الى بضعة سنتيمترات، وتدوم لأشهر طويلة على الرغم من العلاجات المختلفة. وينجم داء الليشمانيات الجلدي عن اختراق طفيليات احادية الخلية من نوع الليشمانيات الجلد، اثر تعرض المصاب للدغة / لسعة من انثى ذباب الرمل من عائلة الفواصد. لذلك تكون المناطق المعرضة للاصابة هي مناطق الجسم التي تكون غير مغطاة، عادة، مثل مناطق الوجه والاطراف. والطفيل المسبب لداء الليشمانيات الجلدي هو طفيل أحادي الخلية من نوع الليشمانيات (أوالي حيواني – Protozoa) يستطيع العيش والتكاثر داخل خلايا الجهاز المناعي (Immune system) – البلاعم (Macrophages) – التابعة لجسم كائن ثديي مضيف وبإمكانه العيش والتكاثر، أيضا، في أمعاء ذبابة الرمل. العدوى: ينتقل الطفيل الى الانسان عند تعرضه للدغة من ذبابة الرمل، التي تكون قد أ صيبت بالعدوى عند لسعها لثديي مصاب. أي أن هناك مثلثا يعتبر مستودعا لهذه الطفيليات في الطبيعة (القوارض)، الذبابة التي تقوم عن طريق اللسع بنقل الطفيل من القارض، والانسان الذي يلسع ويصاب بالعدوى (لا تنتقل العدوى من انسان إلى آخر). وتوجد أنواع متعددة من هذا الطفيل، أكثرها شيوعا والذي يسبب المرض الجلدي فقط، يدعى الليشمانية الكبيرة (Leishmania major) والمصدر الاساسي للطفيل في الطبيعة هو فار الرمل (Psammomys obesus)، الذي يعيش في مناطق جغرافية محددة ممّا يجعل الاصابات بالعدوى محدودة في هذه المناطق.