كنا ذكرنا على أعمدة "الصّباح نيوز" مساء أمس الثلاثاء أنّ ممثلي السّلطات الجهوية بولاية صفاقس تحوّلوا في العشية إلى مدخل ميناء سيدي يوسف بقرقنة للتفاوض مع "الكيّاسة" هناك وإقناعهم بإعادة فتح مدخل الميناء. وقد أشرنا كذلك إلى أنّ "الكيّاسة" أبدوا تعنتا كبيرا واشترطوا قدوم وزير الفلاحة للتفاوض معهم حول مطالبهم قبل فكّ اعتصامهم. مسؤولون أمنيّون تحوّلوا كذلك على عين المكان وسعوا للتوصّل إلى حل مع المعتصمين لكن دون جدوى رغم وصول سفينة تقل وحدات التدخّل والجيش الوطني. احتجاجات و"لاكريموجان" في نهاية المطاف عادت هذه السّفينة مساء أمس إلى محطة "اللود" بميناء صفاقس أين كانت توجد أعداد هامّة من المواطنين الذين لم يتمكّنوا من السّفر إلى جزيرة قرقنة بسبب إغلاق مدخل ميناء سيدي يوسف من قبل "كيّاسة" مليتة. وقد احتجّ هؤلاء المواطنون بشدّة على الموقف السّلبي لرجال الأمن وعناصر الجيش الذين عادوا إلى صفاقس دون إجبار المعتصمين على فكّ اعتصامهم. كما شرع بعض المحتجّين في غلق السكّة الحديدية القريبة من المحطة والرّابطة بين صفاقس والجنوب التونسي لكنّ قوات التدخّل واجهتهم بكل حزم مستعملة الغاز المسيل للدّموع والهراوات – حسبما علمنا من بعض المصادر – وهو ما أدّى إلى حالة من الارتباك والذعر وحالات اختناق وكذلك إلى استياء عميق في نفوس هؤلاء المواطنين الذين عاشوا كابوسا لم يكن في الحسبان إلى جانب المعاناة التي عاشوها بسبب تعذر سفرهم من صفاقس إلى جزيرة قرقنة وما نتج عن ذلك من تعطل لمصالحهم ومن صعوبات وخسائر مادّية ومعنوية.