أكد عدد من قيادات حركة النهضة تمسكها بوثيقة قرطاج وباولوياتها وحرصها على توسيع التوافق الحكومي كخيار استراتيجي ليشمل عائلات سياسية اخرى في مقدمتها العائلة الدستورية واليسارية. وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع القيادي في حركة نداء تونس جلال غديرة الذي أكّد انّ المرجعية دائما "وثيقة قرطاج" لا غير. وقال غديرة ان حركة النهضة عبرت عن مواقفها من خلال هذه الدعوة، مضيفا: "وهي تعدّ منطقية ان كانت تهدف فعلا للالتفاف الحزبي حول وثيقة قرطاج وحكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عنها". ومن جهة أخرى، انتقد جلال غديرة انسحاب أحزاب ممضية على وثيقة قرطاج، وتراجعها عن مواقفها الأولية وعدم التزام البعض بما تضمنته وهو ما يؤكده المصادقة على مشروع قانون المالية لسنة 2018. كما أكّد غديرة ان الرجوع إلى وثيقة قرطاج التزام للجميع بما تضمنته وهذا التزام عمل به نداء تونس واتى أُكله، وفق قوله. واعتبر جلال غديرة أنه لا داع اليوم للانسحاب من وثيقة قرطاج أو التراجع في المواقف الأولية للأحزاب الممضية عليها، بل يجب الالتفاف حول حكومة الوحدة الوطنية بما يهدم مصلحة البلاد، قائلا: "اليوم البعض أعلن ابتعاده عن الوثيقة ومن يرغب في العودة مرحبا به ولكن في إطار وثيقة قرطاج والالتزام بما تضمنته وهذا ما نناشده.. فاهتماماتنا تتمثل في انجاح ما جاءت به وثيقة قرطاج". وعن شروط الالتحاق بالائتلاف الحكومي المساند لحكومة الوحدة الوطنية، قال جلال غديرة: "لا رفض لليسار أو الدساترة أو غير ذلك، دعوة النهضة منطقية إذا كانت تهدف لتسهيل العمل على المستوى البرلماني ومساعدة الحكومة على المضي إلى الأمام لما فيه مصلحة لتونس.. وفي هذا الاطار نقول مرحبا بمن يرى مواقفه تنسجم مع الوثيقة ويعبر عن موقفه بعدم معارضة الحكومة فهذا أمر سليم ولا موقف ضدهم". وفي سياق آخر، قال جلال غديرة :"اعادة النظر في تركيبة الحكومة ليس من انظارنا.. فهنالك حكومة نساندها وليس من حقنا بعد أن منحناها الثقة أن نقوم بسحبها دون موجب.. ونحن نقر ان الحكومة ناجحة وسندعمها ولا أحد يطرح عكس ذلك". كما أضاف: "اي طرح يتعلق بتغيير الحكومة فهذا موضوع خارج عن السياق.. وأي التحاق بالائتلاف الحكومي فلا يعدو أن يكون تعاون في سياق العمل البرلماني وعلى مستوى المجالس الجهوية للولايات وكذلك على مستوى انجاح البرامج في إطار التشاور بين القيادات الحزبية وموضوع تغيير تركيبة الحكومة بسبب انضمام حزبي جديد للائتلاف الحكومي المساند لحكومة الوحدة الوطنية فهذا غير مطروح بتاتا فمن يرغب بالانضمام للائتلاف على هذا الشكل فمرحبا به ومن يرى عكس ذلك فليواصل عمله كما اختار". وبخصوص علاقة النهضة والنداء، قال جلال غديرة إن التعايش بين هذين الحزبين يتمثل في مستوى العمل البرلماني والتوافق الحكومي، وخلافا لذلك فنحن حزبين متنافسين سنتنافس في مختلف الاستحقاقات الانتخابية على أساس البرامج والسياسات.. مضيفا: "فنتائج الانتخابات فرضت علينا التناقش سويا.. ونحن نختلف في بعض الحالات في العمل البرلماني.. وفي العمل الحكومي الأمر يهم رئيس الحكومة وفي ما عدا ذلك كل يعمل بمفرده".