مثل البحث في سبل تربية اليافعين على وسائل الاعلام محور ندوة بعنوان "التربية على وسائل الإعلام"، نظمتها اليوم السبت بالعاصمة جمعية "يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية " في اطار منتدى حرية التعبير الذي تنظمه الجمعية بشكل دوري. وقدم الباحث في علم الاجتماع زهير العزعوزي بالمناسبة مداخلة تفاعلية حول أهمية التربية على وسائل الاعلام لدى الناشئة، من خلال دورها في مواجهة المخاطر التي تتعرض اليها المؤسسة التربوية اليوم، وذلك باعتماد مقاربة رقمية تنظر الى التلميذ على انه عنصر فاعل داخل محيطه المدرسي من خلال تعامله بالتقنيات الرقمية. وأكد العزعوزي في هذا الشأن، على أهمية ان تقوم التربية على وسائل الاعلام على منظور جديد للتلميذ، واعتبارها مقاربة حديثة تعتمد على تعلم تقنيات رقمية واكتساب مهارات وقدرات معينة لدى التلميذ والمدرس على حد السواء، وفي علاقة بالمنصات الالكترونية التفاعلية والتطبيقات الرقمية التربوية وكامل وسائل الاتصال الاجتماعي، التي من شانها ان تقدم الاضافة للتلميذ والمؤسسة التربوية من خلال خلق حركية رقمية تربوية جديدة بالمدرسة في ظل المخاطر التربوية التي تتهددها على غرار الانحراف والمخدرات. وأفاد المتحدث في هذا الشأن ان التربية على وسائل الاعلام قد تم اعتمادها بشكل فعلي خاصة داخل النوادي المدرسية التي تشتغل على مواضيع متعلقة بالتربية على حقوق الانسان والمواطنة والمدنية، عبر نشر فيديوهات تعنى بمواجهة مشاكل العنف والاندماج المدرسي، وطرح تجارب نموذج مثل التلميذ الصحفي الذي بإمكانه تعلم بعض المبادئ الصحفية التي تخول له صياغة تقرير ومقال وإنتاج فيديو قصير وومضة تحسيسية توعوية. ومن جانبها عرفت رئيسة الجمعية التونسية للإعلام البديل منى الطرابلسي بالمشروع الاخير الذي انجزته الجمعية حول على التربية على وسائل الاعلام بولايتي توزر وقبلي، والذي تضمن انجاز دورة تكوينية حول كل ما يخص التربية على وسائل الإعلام لفائدة مكونين تونسيين سيتولون بدورهم تكوين الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و19 سنة داخل دور الشباب، بما يمكنهم من الحس النقدي لاستعمالات وسائل التواصل الاجتماعي وللمحتوى الذي يتم نشره بوسائل الإعلام، وكيفية التثبت من صحة الخبر وضمان السلامة المعلوماتية، اضافة الى كيفية الحفاظ على الخصوصية عند التعامل مع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وتمكين الشباب من انتاج محتوى ذي خصوصية مميزة. ولاحظت الطرابلسي في هذا الصدد غياب التنسيق بين الجمعيات ومؤسسات الدولة التي تعنى بموضوع التربية على وسائل الإعلام، داعية الى وجوب التنسيق بين الأطراف المعنية، وتعميم التجربة على بقية مناطق الجمهورية من اجل ضمان تكوين لاكثر عدد ممكن من الشباب دون استثناء، على التربية على وسائل الاعلام نظرا لأهمية هذا المجال الجديد والمميز والواعد، حسب توصيفها. وقدم المستشار لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مجال التربية على وسائل الاعلام موسى ساوادوغو بالمناسبة عرضا تضمن خارطة حول اهم الزيارات التي اداها للعديد من الجمعيات والمؤسسات التي تشتغل على مجال التربية على وسائل الاعلام واهم المشاريع المنجزة في المجال على مستوى المناطق الساحلية، بغاية تعريف الاطراف المعنية بأبرز البرامج ومزيد التنسيق بينها لتفادي تكرار العمل المنجز بنفس المناطق وإعطاء اكثر فرص للمناطق الداخلية وتمكينها من التكوين في التربية على وسائل الاعلام. وحث ساوادوغو على ضرورة احكام التنسيق وتكثيف التعاون المشترك بين كل الاطراف المتداخلة في مجال التربية على وسائل الإعلام عبر سلسلة من اللقاءات الدورية لمتابعة الاعمال والمشاريع المنجزة، ومزيد تبادل التجارب والخبرات في المجال. من جهته قدم المسؤول عن مكتب اليونسكو الاقليمي بالرباط (المغرب) اندريا كاريولا بالمناسبة تعريفا لوسائل الاعلام واليات التربية على وسائل الاعلام المعتمدة من طرف اليونسكو، واهم الملتقيات التي قامت بها في الغرض ومنها الاسبوع السنوي الذي يشكل فرصة لتبادل الخبرات وطرح اخر النتائج الحاصلة حول التربية على وسائل الاعلام.(وات)