من الحياة اليومية للشباب التونسي، انطلق الممثل المسرحي الشاب ياسين الصالحي في إعداد عمل مونودرامي حمل عنوان «خوماضة» وهو من إخراج محمد علي الهويملي. وقد تمّ تقديم هذا العمل مساء السبت بقاعة البرناص بالعاصمة. و»خوماضة» هو مصطلح مستمدّ من اللهجة العامية التونسية ويعني حالة الفوضى والاضطراب، وقد اختار الممثل هذه الكلمة عنوانا لعمله الذي يدوم 60 دقيقة، لمعالجة عديد القضايا الراهنة في تونس بعد الثورة. فاستعرض بأسلوب هزلي ساخر قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية. لقد كان الممثل ياسين الصالحي في العرض قليل الحركة على الركح، لكن النص كان ثريا وكلماته حبلى بالمعاني والرموز. فتطرّق من إلى مسألة الإرهاب والتطرّف الفكري والديني بالإضافة إلى علاقة الأحزاب السياسية بالشعب، دون أن ينسى التعريج على الأزمة الاقتصادية بالبلاد وكذلك الأزمة الاجتماعية من استفحال للبطالة وتزايد نسبة الفقر وانهيار القيم الأخلاقية وغيرها من القضايا. واستغل الصالحي تجربته أيضا في فضاء التياترو ومشاركته في مسرحية «ثلاثين وأنا حاير فيك» لتوفيق الجبالي، فأدخل على عرضه بعدا هزليا يتضمن مفارقة بين المؤمّل والحاصل، في ظاهرها إضحاك وفي باطنها قضايا من الواقع التونسي بعد الثورة. وقد ساعدته تجربته المسرحية في تقمّص عديد عديد الشخصيات في «خوماضة»، فإلى جانب دور شخصيته، كشاب تونسي، أدى كذلك دور الأم والأب والشيخ والفتاة والمنحرف وغيرها. ونجح ياسين الصالحي في تجربته المونودرامية الأولى رغم تجربته المتواضعة في مجال المسرح، لكن الموهبة التي يتمتّع بها في الفن الرابع تنبئ بأنه ممثل كوميدي واعد. وقبل نهاية العرض، فسح ياسين الصالحي المجال لمخرج العمل محمد الهويملي، وهو أيضا ممثل كوميدي، قدّم مشاهد كوميدية عن نمط الحياة في الأحياء الشعبية.