شدد رئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار اليوم في تصريح ل(وات)، أن المحافظة على إستدامة قطاع الألبان واللحوم الحمراء يعد اليوم التحدي الأكبر بالنسبة إلى تونس خاصة بعد ما وجد الفلاح نفسه يعاني من البيع بأقل من سعر التكلفة و90 بالمائة من المنتجين هم من صغار الفلاحين وبعد أن أصبح القطاع مهددا إما بتهريب الأبقار المنتجة أو بتوجيهها نحو الذبح. وشدد الزار على هامش مشاركته في الملتقى الإقليمي لولايات الشمال الشرقي الذي نظمه الإتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمنزل تميم، حول "الرفع من المردودية الاقتصادية للابقار الحلوب"، على جدية التهديدات التي تواجه منظومتي الألبان واللحوم الحمراء في تونس بسبب عدة إشكاليات من أبرزها إرتفاع سعر التكلفة وإشكاليات توفير الأعلاف أوترويج الأعلاف ضعيفة الجودة بالإضافة إلى صعوبات التسويق. وطالب بإسم الإتحاد بضرورة إعتماد إستراتيجية واضحة للمحافظة على القطاع وتنميته، تقوم على عناصر محورية أبرزها تحسين سلالة الأبقار وإدخال السلالة التي تتأقلم مع المناخ التونسي ولها إنتاجية عالية من الحليب ومن اللحوم والعمل على تعزيز تدخلات الإرشاد الفلاحي بما يمكن الفلاح من حزم فنية، تساعده على تطوير إنتاجه وتحسين جودته بالإضافة إلى التعجيل بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة الأعلاف وسبل توفيرها بالكميات والجودة اللازمة. وأكد أن إنطلاق العمل بهذه الحلول مسألة عاجلة ومصيرية خاصة وأن التفريط في القطاع ليس خيارا بالنسبة إلى عدد هام من الفلاحين، مبرزا أن تنفيذ هذه الحلول سيمكن بعد ذلك من طرح مسائل أخرى تخص المنتوج وما بعد الإنتاج على غرار التبريد على مستوى الضيعة أو مايتعلق بالتحويل، داعيا المصانع إلى المساهمة في إنجاح المنظومة وتقديم أسعار مجزية تساعد الفلاح على الإستمرار في نشاطه. وبين الزار بخصوص الزيادة في الأسعار ليست مسألة عاطفية وإنطباعية إذ لا معنى للزيادة ب30 أو 60 مليم بالنسبة إلى الفلاح ولكن المطروح هو إعتماد أسعار عقلانية تأخذ بعين الإعتبار سعر التكلفة وهامش ربح الفلاح. وأشار المدير العام لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى محمد النصري، إلى أن قطاع تربية الأبقار لإنتاج الألبان أو اللحوم الحمراء، يحتل مكانة محورية في منظومة الإنتاج الفلاحي في تونس، مبرزا أن 80 بالمائة من الإنتاج من اللحوم الحمراء والألبان يوفرها صغار ومتوسطي المربين، والذين يمثلون بدورهم 90 بالمائة من المربين بما يعطي خصوصية لمنظومة الإنتاج في تونس. وأكد أن المحافظة على إستدامة منظومة إنتاج الألبان وتنميتها يحتاج إلى مراعاة الخصوصية التونسية في مختلف حلقات المنظومة من الإنتاج إلى التجميع إلى التصنيع، مبينا أن التغذية تبقى ركيزة كل خطط العمل خاصة وأنها تمثل أكثر من 70 بالمائة من سعر اللتر الواحد من الحليب. وشدد المدير العام لمجمع اللحوم الحمراء والألبان كمال الرجايبي من جهته، أن منظومة إنتاج الألبان أثبتت قدرة كبيرة على الصمود رغم الصعوبات التي مرت بها بفضل كفاءة المهنيين في مختلف الحلقات، مبرزا أن سياسة الأسعار تبقى من بين أهم المواضيع المطروحة في علاقة بإستدامة القطاع. وأشار إلى وجود توجه للسير نحو حقيقة الأسعار التي تراعي التكلفة الحقيقية للإنتاج للمحافظة على المنظومة وخاصة على الفلاح الذي يبقى الحلقة الأضعف في هذه المنظومة مشيرا إلى أن الوقت اليوم لمراجعة الدعم وتوجيهه إلى حلقة الإنتاج ودعم الفلاح مباشرة بما يمكنه من أحكام التصرف في منظومته ومن تحسين مردوديته.