تنفّذ عاملات مصنع «بيكوتاكس» في مدينة قصر هلال من ولاية المنستير منذ يوم 18 جانفي الجاري اعتصاما في المصنع للمطالبة بحقوقهن في الحصول على رواتبهن والتمتع بالتغطية الاجتماعي إذ العديد منهن يعانين من أمراض مهنية مزمنة وهن العائل الوحيد لعائلاتهن، ومنحة آخر السنة (2017 ) ومنحة الإنتاج التي لا يتمتعن بها مهما اشتغلن وبذلن من جهد وفق ما ذكرته لمراسلة (وات) إحدى العاملات بسمة مرزوق. وأضافت أنّ المسؤول في المصنع لا يلتزم بوعوده في دفع أجورهن ولا يستطعن الحصول عليها إلاّ بعد الخروج إلى الشارع علاوة على أنّهن يتعرّضن إلى الضغط لنفسي والعنف اللفظي والجسدي ولا تقع معاملتهن باحترام، مشيرة إلى أنّهن اشتغلن كامل شهر أوت الماضي ولم يحصلن على أجورهن إلى غاية الآن. وقدرت أنّ المصنع على أبواب الغلق إذ أنّ الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع الكهرباء قطعت عنه التيار الكهربائي مؤكدة أنّ هذا المصنع يمثل «مورد رزقنا ورزق أبنائنا» وأنّهن لا يردن التفريط فيه بعد أن اشتغلن مع نفس المستثمر الأجنبي منذ 27 و28 سنة. وقالت جميلة بن هنية أنّ أحد المسؤولين في المصنع وهو في سنّ ابنها دفعها بعنف شديد على آلة الخياطة وتقدمت بشكوى في الغرض ضدّه فطُلب منها التنازل عن الشكوى، مشيرة إلى إلى أنّهن كن يعملن سابقا في مؤسسة « ت م اس ت « المحدثة سنة 1988 في صيادة وفي مؤسسة «ت م س ت» في المكنين المحدثة سنة 1989 ووقع دمج المؤسستين سنة 1997 وتحوّلن للعمل في قصر هلال وكان عدد العملة حوالي 170 وحاليا تراجع إلى حوالي 50 عاملة. ومع بيع المصنع سنة 2015 وقع «بيعهن» إلى المسؤول الجديد حسب تعبيرها. وتساءلت هاجر مرزوق «هل نحن جواري لماذا يقع بيع العاملات ولا يقع بيع آلات الخياطة» ولماذا تخلّى عنهن المستثمر الأوّل الذي عملن معه منذ كان سنهن17 و18 سنة واليوم وقد بلغن الخمسين سنة يريد التخلص منهن رغم أنّهن ساهمن في نجاحه. وأشارت إلى أنّهن كوّن مؤخرا قرابة المائة فتاة شابة على أساس دعم المصنع غير أنّ المسؤول الجديد وشركاءه فتحوا معملا جديدا في منطقة «الحكايمة» من ولاية المهدية حيث شغّلوا هؤلاء الفتيات معتبرة أنّه «غرّر بهن» حسب قولها. وحسب العاملة بسمة الكنيالي التي تعمل منذ 1987 فإنّ هذا المصنع شهد عملية «نصب وتحيّل» ووقع «بيع العاملات» للتخلص من أقدميتهن والتملص من تمكينهن من حقوقهن وطلب منهن التوقيع على وثيقة يوم غرة جويلية 2016 على أساس أنّهن تحصّلن على مستحقاتهن من صاحب المصنع الأوّل وهو أجنبي والتي تراوحت قيمتها بين 500 دينار و700 دينار لكلّ عاملة، متسائلة أين هي حقوقهن في العمل معه منذ 27 و28 سنة، مضيفة أنّ آلات الخياطة الموجودة بالمصنع مازالت تابعة لمعمل «ابصوربا» أو «لابروتاكس» وأنّ هناك 80 آلة خياطة على ملك مصنع «بيكوتاكس». ووقع نقل آلات الخياطة الجيّدة إلى مكان آخر ربّما إلى المصنع الجديد الذي وقع فتحه في سيدي بنور حسب العاملة حبيبة الشاوش التي تعمل منذ 27 سنة، مشيرة إلى أنّ آلات الخياطة أصبحت كثيرة التعطّب وإلى أنهن اكتشفن وقع إزالة قطع سليمة منها مما له تأثير على نسق العمل والإنتاج حسب قولها. وأكّدن أن سعر الآلات الموجودة حاليا في المصنع لا يمكن أن يغطّي مستحقات العملة ففي حال وقع بيعها قد يعود لكل عاملة 100 دينار، وفق تقديرهن. ولم تتمكّن مراسلة (وات) من الاتّصال بالمسؤول عن المصنع نظرا لتغيّبه عن المؤسسة.