تمّ مساء أمس الخميس وفي ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرق ضريح الولي "سيدي علي بن سالم" بالحامة من ولاية قابس. كما تمّ في نفس اليوم محاولة حرق مقام الولي "سيدي كنو" بمطماطة. ويجدر التذكير أنّ عدد المقامات التي تمّ الإعتداء عليها وإلى غاية يوم أمس بلغت 37. هذه الاعتداءات تثير الحيرة، خاصة وأنها تكررت في فترة وجيزة وأخذت تنتشر في أرجاء البلاد. وذهب البعض إلى اتهام الوهابيين بالقيام بمثل هذه الأعمال، إلاّ أنّ عددا آخر رأى أنّ السلفيين هم وراء الأحداث الأخيرة. فمهما يكن الطرف الذي يقف وراء اقتراف هذه الأعمال، فإنّ هذا التصرّف يمسّ من الأشخاص خاصة وأنّ مقامات الأولياء لها دلالات عدّة لدى التونسيين، كما أنّها ترمز إلى ثقافة وديانة تونس. فإن كانت الغاية من هذه الأفعال القضاء على مقامات الأولياء والقضاء على معتقدات الأفراد فيهم، فهذا لا يجدي نفعا لان الناس سيعيدون تعمير تلك المقامات مجددا وفي المقابل فسوف يغذي هذا السلوك المزيد من الضغائن خصوصا وان الحرق طال أيضا الكتب القرآنية. وللبحث في تفاصيل الموضوع، اتصلت "الصباح نيوز" بوزارة الداخلية فأفادنا مصدر مسؤول أنّ الوزارة لا يمكن لها بأن تركز دوريات أمنية لكلّ الزوايا. وأضاف أنّه يجب أن تتظافر جهود كلّ الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع للحدّ من مثل هذه العمليات، مبيّنا أنّه سيقع اتخاذ الإجراءات القانونية ضدّ كلّ طرف يثبت تورطه في هذه الأحداث. ومن جهة أخرى، قال إنّ وزارتي الثقافة والداخلية منكبّتان على بحث حلول للموضوع وبصدد عقد اجتماعات في الغرض. ومن جهتها، أفادتنا المكلفة بالإعلام في وزارة الثقافة في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ الوزارة أحدثت خلية أزمة للنظر في موضوع حرق أضرحة الأولياء. وأضافت أنّ وزارة الثقافة بصدد التنسيق مع وزارتي الداخلية والشؤون الدينية للتباحث في الإجراءات التي يجب اتخاذها، مبينة أنّ الوزارة ستقوم لاحقا بانتداب حراس يشرفون على تأمين أضرحة الأولياء الصالحين. وقد أفاد مفتي الجمهورية عثمان البطيخ "الصباح نيوز" في رسالة مكتوبة أنّ قبور المسلمين حرمات لا يجوز التعدي عليها، وفي هذه الاعتداءات البشعة إساءة الى سمعة البلاد ومس من مصالحها الحيوية. وبيّن أنّ ما حدث مؤخرا من حرق للمقامات في عدد من مناطق الجمهورية، لهو من أنكر الجرائم في حق تراث البلاد الديني والثقافي . وقال : "إذ ليس في صميم عقيدتنا ولا في أخلاقنا الإسلامية الاعتداء على قبور المسلمين وتدنيسها لأنها من أشد الحرمات ، والمؤمن مكرّم حيا أو ميتا والاعتداء عليه ميتا كالاعتداء عليه حيا".