- لست "خائفا" من النهضة والتونسيون اذكياء يعرفون من يتوفر على خبرة في ادارة الشأن العام - لا نرى داعيا لأي مراجعات بوزارة الداخلية قال القيادي بحزب «نداء تونس» خالد شوكات ان حظوظ حزبه وافرة للفوزبالانتخابات البلدية وتحقيق الاكتساح في هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري باعتبار ان «النداء» سيخوض هذه الانتخابات على أساس برنامج إيجابي وطموح ،مؤكدا ان حزبه «يتجه بكل ثقة الى الانتصار ليس فقط في عام 2018 بل كذلك في 2019». وأكد شوكات في حديث ل»الصباح نيوز» ان نداء تونس لا يرى ضرورة لأي تحوير وزاري حاليا أو لأي مراجعات في وزارة الداخلية، وأولوية الحكومة يجب ان تنصب على توفير الضمانات الضرورية لإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية على حد تعبيره. شوكات تطرق كذلك الى المنافس الرئيسي لحزبه حركة النهضة والتحالفات وغيرها من المسائل من خلال الحوار التالي: - قبل شهرين من موعد الانتخابات البلدية كيف تنظر الى حظوظ حزبكم في هذا الاستحقاق؟ حظوظنا وافرة للفوز بهذا الاستحقاق الانتخابي المصيري، وبحسب تقديراتنا فإننا قادرون على الفوز بما لا يقل عن 200 بلدية. - اسقاط 5 قائمات لنداء تونس ألا يؤثر على منافستكم لحركة النهضة التي حافظت على كامل قائماتها الانتخابية ؟ لا تأثير لهذا الامر ابدا، فالامر يتعلق ببلديات صغرى عدد مقاعدها محدود، يكاد يكون مجهريا قياسا بعدد المقاعد الجملي الذي يتجاوز 7000 مقعد، ولهذا فإننا نرى انفسنا دائما في المقدمة. - بعض الأطراف دعت الى ضرورة تحالف نداء تونس مع بقية الاحزاب في هذا الاستحقاق لان المنافسة اليوم بين مشروعين وعدم التصويت للنداء هو تصويت لفائدة النهضة ..فما هو تعليقك؟ نداء تونس سيخوض هذه الانتخابات على أساس برنامج إيجابي وطموح يقول ها انا ذا، اكثر مما سيعتمد على الضدية والتعريف السلبي، وهو امر لن ينفي وجود تمايز على مستوى الرؤية والمشروع مع منافسنا الرئيسي وهو امر حاصل لدى عموم المواطنين. - ألا تتخوف من اكتساح النهضة لهذه الانتخابات - مثلما يتوقع الكثير من المتابعين اليوم- أم انك تخالف توقعاتهم؟ ابدا انا لست خائفا، بل كلي ثقة في ان النداء فائز لا محالة. قد نكون متساوين من حيث الكم مع منافسنا الرئيسي، ولكن حزبنا طرح نوعية افضل من جهة نوعية المرشحين وخبرتهم، والتونسيون اذكياء يعرفون من يتوفر على خبرة في ادارة الشأن العام. وعمليات سبر الاراء وتقديرات الخبراء تمنحنا دائما التفوق، كما اننا نرى في فوزنا مصلحة للجميع ومن بينهم منافسينا. - هل تتفقون مع اتحاد الشغل في دعوته لإجراء تغيير عاجل على تركيبة الحكومة الحالية؟ بعيدا عن المسألة الشكلية وموضوع المعني دستوريا وسياسيا بهذا الامر، فإننا لا نرى داعيا مستعجلا لهذا التعديل الذي دعا إليه اتحاد الشغل، فعندما تكون للدول فرصة الإنصات لارادة الشعب، تضحي كل اليه اخرى غير ذات معنى، فنحن على بعد اقل من شهرين من الاستحقاق الانتخابي وسيكون للشعب التونسي فرصة لممارسة سيادته وقول رأيه الذي يعلو كل رأي، ومن هنا اعتراضنا على اي تشويش على هذه الإرادة، في كنف احترامنا لجميع الأطراف المتدخلة في الحياة السياسية. - ما هو تعليقكم على قرار رئيس الحكومة تغيير مدير الأمن الوطني توفيق الدبابي وما أثاره من جدل وتأويلات؟ لم نكن نرى ضرورة واضحة لمثل هذا الإجراء الذي يمكن ان يضر باستقرار المؤسسة الأمنية، في مثل هذا الوقت تحديدا، اي على بعد شهرين من اجراء اول انتخابات بلدية بعد الثورة، والكل يعرف دور المؤسسة الأمنية في تأمين مثل هذا الاستحقاق المصيري والحاسم في تاريخ بلادنا ومسار الانتقال الديمقراطي. هذه التغييرات الفجائية والأحادية، والتي تظهر عليها علامات المزاجية وربما بعض الحسابات الضيقة لبعض الأطراف، ليس من شأنها الا تعميق أزمة الثقة بين مؤسسات الحكم والمواطنين، ناهيك عمٌا يمكن ان تدخله من ارباك على سير العملية السياسية حيث المناخ مشحون ومتوتر أصلا. هذا فضلا عن ان هذه الطريقة تلحق الاذى برجال دولة مشهود لهم بالسيرة الطيبة في العمل، وهذه ليست اول مرة تخطئ فيها رئاسة الحكومة في تعامل مع ملف يخص إنهاء مهام وزراء او موظفين سامين، اذ هناك تواتر في الخروج عن الاعراف المألوفة في الدولة الوطنية. - هل تتهمون أطرافا بعينها في رئاسة الحكومة؟ لقد قلنا مرارا ان الحاكم وبطانته، وقد لاحظنا ان محيط رئيس الحكومة تتخلّله بعض الشخصيات التي لا تملّ من « السياسوية» في ممارستها لوظيفتها الوزارية، وأنها ترى في نجاح نداء تونس في اعادة بناء نفسه وتشكيل قائمته الانتخابية وتصدره لعمليات سبر الاراء واستعداده للفوز، خطرا على مصالحها ومواقعها، وهي لهذا لن تتورع في العمل على عرقلة النداء باي طريقة، بما في ذلك التشجيع على اتخاذ قرارات مربكة والتشويش على المسار الانتخابي وربما الدفع الى تازيمه، ولهذا نحن ندعو رئيس الحكومة مرة اخرى الى الابتعاد عن حسابات هؤلاء والالتزام بما تضمنه اخر حوار تلفزيوني أجراه. - وهل ترون ان عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يمكن ان يتأثر بسيرة العمل الحكومي؟ طبعا يمكن ان يتأثر جدّاً، فجل الوسائل التي تستعملها الهيئة في اداء واجبها هي وسائل توفرها الحكومة، ومن هنا فان الضمانات التي يجب ان تتوفر لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية، هي مسؤولية مشتركة بين الهيئة والحكومة، ولهذا وجب تحذير الطرفين معا.. النداء واثق من فوزه بهذا الاستحقاق التاريخي، وهو يستعيد ثقة المواطنين بقدرته على مواصلة اعادة تونس الى الطريق القويم، خصوصا من خلال تحقيق الانسجام بين السلطة المركزية والسلطة المحلية الوليدة، على نحو يحقق للأخيرة فاعليتها المطلوبة وفِي نفس الوقت يضمن عدم المساس بالوحدة الوطنية واستمرار الانتقال الديمقراطي، وهو ما لا يسعد البعض فيما يبدو، ويجدون فيه ابعادا لهم عن مركز القرار الذي وصلوا اليه بطرق ملتوية وبعيدا عن الإرادة الشعبية. - الا ترون ان تحذيركم هذا لرئاسة الحكومة او للهيئة، يحمل مخاوفكم من نتائج الانتخابات؟ أبدًا لا، فالنداء اثبت في عملية الترشيح انه الحزب الأكبر كمّاً وكيفاً، متواجد في جميع ارجاء البلاد وله شبكة واسعة من المناضلين وخزان انتخابي واجتماعي عريق وعريض واستثنائي، ونحن نتجه بكل ثقة الى الانتصار ليس فقط في عام 2018 بل كذلك في 2019، بل ان كل رغبتنا في توفير الضمانات لعدم انتكاس البلاد او دفعها مجددا الى مربعات الأزمة .