يشكل مركز التصميم، الذي افتتح بعد ظهر الاربعاء بالفضاء القديم لسوكوبا بشارع الحبيب ثامر بنابل، فضاء متميزا للالتقاء بين المبتكرين والمبدعين الشبان ومهنيي الصناعات التقليدية من الحرفيين والمصنعين الذين ينشطون في مجالات الخزف والبلور المنفوخ والخشب. ويأمل الساهرون على هذا المركز الجديد والفريد من نوعه في تونس على ان يساهم في ادخال ديناميكية جديدة على قطاع الصناعات التقليدية خاصة من خلال تطوير مجالات الابتكار والتجديد وبحث سبل تطوير مخزون ثقافي وتراثي عريق وتجسيمه في اشكال والوان او رسوم تروي صورا من تاريخ تونس في تميزها وثرائها وعراقتها. وقد انجز مركز التصميم بنابل الذي تولت افتتاحه وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي رفقة سفير الاتحاد الاوروبي بتونس باتريس برغميني في اطار برنامج تنمية المجمعات في الصناعات المبتكرة والثقافية بجنوب بحر المتوسط وفي اطار التعاون بين الديوان الوطني للصناعات التقليدية ومنظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية 2018/2014 والممول من الاتحاد الاوروبي والتعاون الايطالي باعتمادات في حدود 120 الف اورو. وسيوفر المركز، الذي سيكون مفتوحا للعموم وسيتم ادراجه بالمسالك السياحية للوطن القبلي، لزواره و رواده من اصحاب المؤسسات الحرفية و من المصممين والمبتكرين من طلبة الفنون الجميلة وخريجيها جملة من خدمات المرافقة للرفع من قدراتهم في مجال صنع المجسمات والنماذج وفي مجالات التصميم والابتكار بالاضافة الى تطوير قدراتهم على تنمية فكرة مجمعات الصناعات التقليدية وتحسين جودة المنتوج التقليدي والمواد الاولية المستعملة. وعملا على تحقيق هذا التلاقح، فقد تم تحويل فضاء سوكوبا القديم الى فضاء عصري مفتوح لا يفصل بين قاعاته الا مجسمات مرصعة بقطع فخار قديمة او مبتكرة فتجد في الفضاء قاعة رئيسية لعرض الابتكارات الجديدة وفضاء حي للتواصل بين الحرفيين والمصممين مجهز بالانترنات وفضاء للعمل الجماعي بالاضافة الى محضنة مؤسسات لمرافقة اصحاب افكار المشاريع ومخبر لتحليل المواد و وحدة لتطوير التصاميم ومخبر للتصوير الفوتغرافي وبنك صور يجمع النماذج والرسوم التقليدية للتراث الحرفي التونسي. وابرز المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية فوزي بن حليمة في تصريح ل(وات)، بالمناسبة، ان مركز الابتكار والتصميم في الصناعات التقليدية في مجال فن الطاولة جاء ليعزز عمل مجمع فن الطاولة الذي احدث منذ سنتين بهدف دفع التفاعل بين الحرفيين والمؤسسات ومحيطهم من الباحثين والطلبة في مجال الخزف وعملا على تلافي النقائص التي تخص الجودة والابتكار. واعلن ان نجاح تجربة بعث مجمع فن الطاولة وما حققه من دفع للتصدير وتطوير المشاركات في الخارج شكلا حافزا هاما لبعث مجامع اخرى خلال الفترة القادمة لتطوير قطاعات وجهات اخرى من بينها بالخصوص الالياف النباتية وخشب الزيتون والتي تتميز بمستقبل واعد في تونس وعلى مستوى التصدير. واشار سفير الاتحاد الاوروبي بتونس، باتريس برغميني، من جهته، ان هذا الفضاء الجديد سيشكل حلقة رئيسية في تحقيق التفاعل بين التقليدي والعصري في مجال الصناعات التقليدية التونسية من خلال الالتقاء بين المبتركين والمصممين الشبان من طلبة معاهد الفنون الجميلة وخريجيها وبين الحرفيين والذي سيساهم دون شك في دفع الصادرات من المنتوجات التقليدية التونسية. وشدد على ان الابتكارات التي ستنتج بفضل التلاقح بين والحرفيين المبدعين ستكون ذات قدرة تنافسية عالية خاصة وانها ستجمع بين تميز التصاميم العصرية وعمق التاريخ ومهارات انامل الحرفيين مبرزا ان الفضاء سيفتح كذلك ابوابا كبيرة لا فقط لترويج المنتجات في تونس بل وكذلك لاكتساح الاسواق الخارجية بمنتوجات تقليدية تونسية متميزة نوعية وجودة وفي اطار مجمعات حرفيين وفنانين شعارهم ان لا حدود للموهبة والابداع. واعلن بالمناسبة ان الاتحاد الاوروبي سيضع ميزانية لتونس للفترة 2022/2019 بقيمة 45 مليون اورو ستخصص لمساندة مشاريع وبرامج تعنى بالصناعات التقليدية السياحة البديلة وميادين الابداع والتصميم مبرزا في السياق ذاته ضرورة العمل على تثمين ما تزخر به من طاقات ابداعية قادرة على الابتكار والتجديد في اطار علاقات شراكة او تعاون من اجل ابراز الميزات التونسية التي لا توجد في اي جهة اخرى في العالم ومن ابرزها المنتجات التقليدية والتراث التقليدي التونسي.(وات)
