تحدى الباحث الجامعي المختص في التاريخ المعاصر فيصل الشريف، في حديث ل"الصباح نيوز"، المؤرخ عبد الجليل التميمي أن يثبت كلامه حول التفويت في بعض من السيادة التونسية عند الاستقلال. وأضاف الشريف قائلا "أتحدى عبد الجليل التميمي وجماعته أن يثبتوا ذلك، ولنتناظر من خلال الوثيقة بالوثيقة والدليل بالدليل.. هم لا يفهمون في التاريخ المعاصر". وأشار الشريف أن معاهدة الاستقلال التي أمضيت في 20 مارس 1956 كانت اتفاقية اطارية وأول بنودها كان الغاء اتفاقية باردو لسنة 1881 والتي بموجبها فرضت فرنسا الحماية على تونس". وأضاف الشريف أن المعاهدة بعد ذلك وقع تجاوزها بجملة من الاتفاقيات القطاعية بين فرنساوتونس، وذلك في إطار الكفاح من أجل السيادة التونسية. وأكد الشريف أن هذه الاتفاقيات جاءت في جملة من البروتوكولات والتي بموجبها حققت تونس سيادتها، بعد أن فرض بورقيبة ذلك على فرنسا، كان أولها بروتوكول السياسة الخارجية والديبلوماسية والذي بموجبه غيرت فرنسا مقيمها العام الى سفير في 15 جوان 1956، وكذلك في مجال الدفاع حيث تم تأسيس وزارة للدفاع في 3 ماي 1956 وتأسيس الجيش الوطني في 30 جوان 1956، في وقت كانت فرنسا تحتفظ ب 22 الف جندي في جنوب البلاد. وأضاف الشريف أن هذه المعركة حول سيادة البلاد تبعهها بروتوكول تونسة الإذاعة في اتفاقية 22 اوت 1956 واتفاقيتي 9 مارس 1957 و15 أفريل 1959 المتعلقتين بتونسة القطاع العام. وأشار الشريف أنه في التاريخ المعاصر لا نتكلم حول استقلال البلاد بل نتحدث عن معركة من أجل استرداد السيادة، مشيرا أن استردادها حصل بعد 9 سنوات من الصراع مع فرنسا، وأبرز دلائلها معركة بنزرت والجلاء العسكري عنها في وقت كانت فرنسا تحاول فرض وصاية على بنزرت مثل ما فرضت بريطانيا وصايتها على جبل طارق، لكن بورقيبة رفض امضاء مثل هذه الوثيقة، مشيرا ان كل هذا الكلام موثق بوثائق وليس كلاما فحسب. وأكد الشريف أن اتفاقية امضيت في 9 مارس 1957 تم بموجبها التخلي عن القانون الفرنسي في القضاء التونسي وتبني القانون التونسي في القضاء. وأشار الشريف أن فرنسا قامت منذ جانفي 1957 في إيقاف التعاون العسكري مع تونس وفي 22 ماي 1957 أوقفت المساعدات الاقتصادية لتونس، وذلك لسببين أنها كانت تظن أن السلاح الممنوح لتونس يذهب للثوار الجزائريين ولفرض ضغط على بورقيبة فيما يتعلق بإمضاء وثيقة لفرض وصايتها على بنزرت. وأشار الشريف أن تونس تمكنت في تلك الفترة من إيجاد مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة ومن يوغسلافيا ومن مصر وتركيا حتى عام 1960، وذلك بسبب إيقاف فرنسا للمساعدات العسكرية. وأضاف الشريف قائلا "التأريخ ليسا كلاما بل انتاج علمي.. أدعو هؤلاء إلى أن يقرؤوا التأريخ.. أو أن يتوجهوا إلينا كمختصين لنعلمهم كيف يؤرخون أو يقرؤون التاريخ".